إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.


    (17)( كنت قبوريا ) قصة حقيقية

    إشراف د: ياسر برهامي
    راجعه : عبد المنعم الشحات
    كتبه : إبراهيم فوزى

    في الصباح استيقظت علي صوت ضجة في البيت غير عادية , ووصلت إلي أذني أصوات ليست آدمية خالصة , ولا حيوانية خالصة , وقلت : لابد أنني أعاني من حلم ثقيل , فتأكدت من يقظتي , ودخلت علي زوجتي تحمل إلي أخبارا سارة جدا , وهي تتلخص في أن إبنة خالتي التي تعيش في أقصي الصعيد , ومعها زوجها وابنها البالغ سنوات , قد وصلوا من الصعيد , ومعهم الخاروف .........؟
    وظننت أن زوجتي تداعبني , أو أن إبنة خالتي , وكنت أعرف أن أولادها يموتون في السنوات الأولي , قد أطلقت علي طفل لها اسم ( خروف ) لكي يعيش , وهي عادة معروفة في الصعيد , وقبل أن أتبين المسألة , وبدون استئذان اقتحم الباب ( خروف ) واندفع في جنون في مطاردة الأولاد , فحطم ما اعترض طريقه , ثم اتجه إلي المرآة وفي قفزة عنترية اعتدي علي المرآة بنطحة قوية تداعت بعدها .
    وجدت نفسي أقفز من علي السرير وخشيت زوجتي ثورة الخاروف , وتضائلت فانزويت في ركن , وقبل أن أجرب رشاقتي في الصراع مع الخروف , دخلت ابنة خالتي وهي في حالة انزعاج كامل , فقد خيل لها أنني سوف أقتله وصاحت وهي علي يقين من أنني سأصرعه :حاسب هذا خروف السيد البدوى , ونادته فتقدم إليها وكأنه الطفل المدلل , فأمسكت به تربت علي رأسه وروت لي أنها قدمت من الصعيد , ومعها هذا الخروف الذي أنفقت في تربيته ثلاثة أعوام هي عمر ابنها , لأنها نذرت للسيد البدوي إذا عاش ابنها أن تذبح علي أعتابه خاروفا , وبعد غد موعد النذر . وخرجت إلي الصالة لأجد زوجها وهو في ابتهاج عظيم , يطلب مني أن أرافقهم إلي طنطا لكي أري هذا المهرجان العظيم لأنهم نظرا لبعد المسافة اكتفوا بالخروف , وأصبح علي أن أجامل ابنة خالتي ولابد أن أذهب معهم إلي مهرجان الشرك , كنت أسأل نفسي كيف أقنعها بأنها في طريقها إلي الكفر , وقلت أبدأ بزوجها أولا وتعمدت أن يري في يدي كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب , وما كاد يقرأ العنوان حتي قفز كأنه أمسك بجمرة من نار , ففي أول حديث اتهمنا بالوهابية, وحاولت أن أشرح له سر الكراهية التي يشنها البعض علي دعوة التوحيد , وكيف أنها أحيت شعائر وأصول العبادات وفي ذلك القضاء علي محترفي الدجل , وسدنة الأضرحة والذين يكدسون الأموال عاما بعد عام من بيع البركات ؟ , راح يتشنج ويدافع عن أهل الله الذين ينامون في قبورهم لكن يتحكمون في الكون , وأنهم يجتمعون كل جمعة عند قطب من الأقطاب ؟؟؟

    فاكتفيت بأن طلبت منه أن ينظر في الأمر هل هؤلاء الموتي من أصحاب الأضرحة أكرم عند الله أم محمد صلي الله عليه وسلم ؟ , ثم يفكر طويلا ويجيء إلي دون تعصب ولكنه فقط طلب مني أن أرافقهم في رحلتهم الميمونة إلي طنطا , فقلت له : إن هذا مستحيل وكان مصمما علي الذهاب هو وزوجته إلي السيد البدوى ,حتي يعيش إبنهم , فالمعني الوحيد لذلك هو أن الأعمار بيد السيد البدوى , وحملق في وصاح , لاتكفر يا رجل , فقلت له : أينا يكفر ؟ أنا الذي أطلب منك أن تتوجه إلي الله , أم أنت الذي تصر علي أن تتوجه إلي السيد البدوى , همست في أذن الزوج , أنه إذا تفضل بعدم المرور علينا بعد العودة من مهرجان الشرك , فإنني أكون شاكرا , وجلست زوجتي تلومني لأنني كنت قاسيا معهم وصحت في زوجتي : إن الطفل إذا كان سيعيش فذلك لأن الله يريد له أن يعيش وإن كان سيموت فذلك لأن الله يريد له أن يموت, وعلمت بعد أيام أن قريبتي عادت من طنطا إلي الصعيد مباشرة دون المرور علينا في القاهرة وأنها غاضبة مني , وفي الإسبوع الثاني فوجئت بجرس الباب يدق , إنه زوج إبنة خالتي , ماذا حدث هل جاءوا بنذر جديد , وإذا به يمد يده ليصافحني وابتسم ابتسامة فاترة وهو يطلب كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب , قلت في نفسي لابد أن وراء عودته أمرا فليس من المعقول أن يحدث ذلك بلا أسباب قوية , بدأ يتكلم وكانت الجملة التي سقطت من فمه ثقيلة كالحجر الذي يهبط من قمة جبل لقد مات ابني عقب عودتنا وبدلا من الذهاب للأطباء ليعالج مع زوجته بعد التحليلات اللازمة , فقد يكون مبعث ذلك مرض في دم الأب أو الأم , اقتنع بأن ينذر مع زوجته مرة أخري للشيخ هذا , ومرة للضريح هذا , وأخري لمغارة في جبل بني سويف لقد عاد من طنطا مع زوجته إلي بلدهما وحملا معهما بعض أجزاء من الخروف الذي كان قد ذبح علي أعتاب قبر السيد البدوى , فقد كانت تعاليم الجهالة تقضي بأن يعودا ببعضه التماسا لتوزيع البركة علي بقية المحبين , وأيضا لكي يأكلوا من هذه الأجزاء التي لم تتوفر لها إجراءات الحفظ الصالح ففسدت , وأصابت كل من أكل منها بنزلة معوية , وقد تصدي لها الكبار أما الطفل فمرض وانتظرت الأم بجهلها أن يتدخل السيد البدوى لكن حالة الطفل ساءت وفي آخر الأمر ذهبت به للطبيب الذي أذهله أن تترك الأم ابنها يتعذب طوال هذه الأيام وكتب العلاج , لكن الطفل اشتد عليه المرض ولم يقو جسمه علي المقاومة فمات , وكانت الصدمة علي الأم أكبرمن أن تتحملها , أصابتها لوثة أما الأب فقد انطوي يفكر في جدية بعد أن جعلته الصدمة يصر علي أن الأمر كله لله لاشريك له , وأن ذهابه عاما بعد عام إلي الأضرحة والقبور لم يزده إلا خسارة , , فقلت له : لعل الله قد شفي الأم من لوثتها ؟ فأجاب وهو مطأطئ الرأس بأن أهلها يصرون علي الطواف علي بعض الأضرحة والكنائس ويرفضون عرضها علي أي طبيب , أخذ يقرأ نواقض الإسلام ومنها الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر ( مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) – هذا الحكم لاينطبق علي الجاهل بل لمن يعلم أن هذا من الكفر – ثم أخذ الكتاب وانصرف , وفي الصباح استيقظت علي جرس التليفون ورفعت السماعة لأجد أن المتكلم هو زوج خالتي يعلمني أنهم سوف يصلون غدا , وفي الغد رأيت ابنة خالتي التي أصابتها اللوثة بعد وفاة طفلها في حالة يرثي لها لا تستطيع أن تفرق بين النوم واليقظة , وانتقلت من دنيا الناس إلي دنيا الوهم والكآبة , وقال لي الأب وهو حزين إنه يريد مني أن أتصل بابني وهو طبيب أمراض عصبية ونفسية , كانت الأم تبكي وهي نادمة تعترف بآثامها أنها بإصرارها علي علاج ابنتها عند المشايخ وبالجري والطواف حول الأضرحة وضياع الوقت جعلت المرض يستفحل , ويهدم كل قدرة لابنتها علي مقاومته . , واعترفت أنها أخطأت في حق زوج ابنتها واستفزته باصرارها علي الخطأ ولكن عذرها أنها كانت ضحية لجهلها, ولعشرات السيدات اللاتي كن يؤكدن لها أن تجاربهن مع المشايخ والأضرحة والدجالين تجارب صحيحة وامثل يقول إسأل مجرب ولا تسأل طبيب , واستطعنا بفضل الله أن نجد لها مكانا في المستشفي , وبعد مضي إسبوع واحد علي العلاج تحسنت السيدة , فقد عولجت بالصدمات الكهربائية إلي جانب وسائل أخري , وقلت له : إن الأطباء يرون في استرداده لزوجته جزءا من العلاج ,أصر أيضا علي أن يجعل هذه العودة مشروطة بأن تقلع أم زوجته ووالدها عن تلك الخرافات , وقال أما زوجتي فأنا كفيل بها , كان لزيارته لزوجته في المستشفي أكبر الأثر في شفائها , وزادت بهجتها حينما عرفت أنه أعادها إلي عصمته , بعد شهر وعشرة أيام تقرر خروجها من المستشفي , وعادت مع زوجها إلي الصعيد عازمة علي ترك الخرافات .




    يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    احبكم في الله
    لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
    الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


    تعليق


    • #32
      رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



      (18)قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \"
      صاحب كتاب
      [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][1/2]




      موسى بن سليمان السويداء

      للأسف الشديد أغلب المؤلفين لكُتب التراجم والتواريخ لم يُترجموا لـلقسيس \" انسيلم ترميدا \" المعروف بعبدالله الترجمان حتى أن السخاوي مع أنه اعتنى بتراجم علماء القرن التاسع في كتابه \" الضوء اللامع \" فلم يترجم له ! والسبب - والله أعلم – هو أن عبد الله الترجمان لم يكن متصدراً للتعليم بل كان من رجال أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي فقد ولاه ترجمة رسائل الأوروبيين في ديوانه حتى علق به أسم الترجمان ولهذا السبب أصبح الترجمان مجهول للعلماء إلا عند النزر اليسير من أهل العلم والعوام في تونس فلذا لا توجد له ترجمة وافية أكثر مما ترجم هو لنفسه في مقدمة كتابه .

      ومما وصل إلينا من ترجمته أن أسمه عبد الله بن عبد الله الترجمان وفي بعض المصادر عبد الله بن شهر الترجمان أبو محمد ولد في جزيرة \" ميورقة \" من بلاد الأندلس – أسبانيا اليوم - في حدود سنة ( 756 هـ - 1355 م ) وكان أسمه بالمسيحية \" انسيلم ترميدا \" تعلم في صغره علوم الكهنوت في دير بوبليت ثم أخذ يتنقل في البلاد يتعلم المسيحية حتى أستقر به المقام في إيطاليا في مدينة بولونيا التي كانت عاصمة علم عند النصارى فتعلم على قس من كبار علماء النصارى في زمان يدعى القس \" نقلاو مرتيل \" فتلقى منه العلم خلال عشر سنوات أقامها عنده وهو الذي أرشده ونصحه باعتناق الإسلام فرحل من إيطاليا إلى تونس عن طريق البحر في حدود سنة ( 793 هـ - 1392 م ) أو في التي تليها وذلك في عهد أمير المؤمنين في تونس أبي العباس أحمد بن محمد الحفصي – رحمه الله – فأسلم على يديه وحسن إسلامه وبعد مدة تزوج ببنت الشيخ الحاج محمد الصفار فرزق منها أولاداً ذكوراً وإناثاً ، وخلال إقامته في تونس أجرى له السلطان مالاً يغنيه عن التجارة وطلب الرزق وبعد مدة عينه أمير المؤمنين بديوان البحر من أجل أن يتعلم اللغة العربية ويُتقنها ويترجم له ما يصله من رسائل الأوروبيين .
      ولما مات الأمير أبي العباس – رحمه الله - تولى بعده ابنه أبي فارس عبد العزيز فقرّب منزلة الترجمان حتى ولاه ما يخص فكاك أسرى المسلمين في بلاد النصارى . ولم يزل محبوباً مبجلاً من قبل الخاصة والعامة في تونس حتى توفي مأسوف عليه في تونس سنة ( 837 هـ - 1433 م ) فرحمه الله تعالى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته بمنه وكرمه آمين[1] .

      والآن نبقى مع عبد الله الترجمان يحدثنا عن قصة حياته وإسلامه من مقدمة كتابه \" تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب \" فيقول :
      (( أعلموا رحمكم الله أن أصلي من مدينة \" ميورقة \"[2] أعادها الله للإسلام وهي مدينة كبيرة على البحر بين جبلين يشقّها ودٍ صغير وهي مدينة متجر ولها مرسيان اثنان ترسي بهما السّفن الكبيرة للمتاجر الجليلة والمدينة تسمى باسم الجزيرة \" ميورقة \" وأكثر غابتها زيتون وتين ويحمل منها في العام خصابة زيتونها أزيد من عشرين ألف بتيان[3] زيت لبلاد \" مصر \" و\" الإسكندرية \" وجزيرة \" ميورقة \" المذكورة أزيد من مئة وعشرين حصناً مسورة عامرة وكان والدي محسوباً من أهل الحاضرة \" ميورقة \" ولم يكن لهُ ولد غيري ولمَّا بلغت ستة سنين من عمري سلّمني إلى معلّم من القسيسين فقرأت عليه الإنجيل حتى حفظة أكثر من شطره من مدة سنتين ثم أخذت في تعلم لغة الإنجيل وعلم المنطق مدة ستة سنين ثم ارتحلت من بلدي إلى مدينة \" لارده \" من أرض القطلان[4] وهي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القطر ولها وداً كبير شقّها ورأيت التبر[5] مخلوطاً برملها إلاَّ أنه صح عند جميع أهلها ذلك القطر أنَّ النفقة في تحصيله لا تفي بقدر فائدته فلذلك تُرك وبهذه المدينة فواكه كثيرة رأيت الفلاحين يقسمون الخوخة على أربعة أفلاق ويمقرونها في الشمس وكذلك يمقرون القرع والجزر فإذا أرادوا أكلها في الشتاء نقعوها في الليل بالماء وطبخوها كأنها طريّة في أوانها وبهذه المدينة يجتمع طلبة العلم من النصارى وينتهون إلى ألف راجل أو ألف وخمسمائة ولا يحكم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه وأكثر نبات أوطانها الزعفران فقرأت فيها علم الطبيَّات والنجامة مدة ستة سنين ثم تصدرت فيها نقرئ الإنجيل ولغته ملازماً ذلك مدة أربع سنين ثم ارتحلت إلى مدينة \" نبؤنية \" من الأبزدية[6] وهي مدينة كبيرة جداً بنيانها بالآجر الأحمر الجيد لعدم معدن الحجر عندهم ولكن لكل معلم من أهل صناعة الآجر له طابع يخصه وعليه أمين مقدم يحتسب عليهم في طيب طين الآجر وطبخه فإذا تفلّح أو تفرّك منه شيء غرم الذي صنعه قيمته وعوقب بالضرب وهذه مدينة علم عند جميع أهل ذلك القطر ويجتمع بها كل عام من الأفاق أزيد من ألفين رجل يطلبون العلم ولا يلبسون إلاَّ الملف الذي هو صباغ الله[7] ولو يكون منهم طالب العلم سلطان أو ابن سلطان فلا يلبس إلاَّ ذلك ليمتار الطلبة من الغير ولا يحكم فيهم إلاَّ القسيس الذي يقرؤن عليه .

      فسكنت بها كنيسة لقسيس كبير السن وعندهم كبير القدر أسمه \" نقلاومرتيل \" وكانت منزلته بينهم بالعلم والدّين والزهد رفيعة جداً أنفرد بها في زمنه عن جميع أهل دين النصرانية فكانت الأسئلة مخصوصاً في دينهم ترد عليه من الأفاق من جهة الملوك وصُحبة الأسئلة من الهدايا الضخمة ما هو الغاية في بابه ويرغبون في التبرّك به وفي قبولهم لهُ لهداياهم فيتشرفون بذلك فقرأت على هذا القسيس علم أصول دين النصرانية وأحكامه ولم أزل أتقرب إليه بخدمتي والقيام بكثير من وظائفه حتى صيرّني أخص خواصه وانتهيت في خدمتي والتقربي إليه إلى أن دفع مفاتيح مسكنه وخزائن مأكله على يدي ولم يستثني من ذلك سوى مفاتيح بيت صغير بداخل مسكنه كان يخلوا فيه بنفسه الظاهر أنه بيت خزانة أمواله التي تهدى إليه والله أعلم بحقيقته فلازمته على ما ذكرنا من القراءة عليه والخدمة له عشر سنين ثم أصابه مرض يوماً من الدّهر فتخلّف عن القراءة وأنتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون مسائل من العلوم إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قول الله تعالى على نبيه عيسى عليه السلام أنه يأتي من بعده نبي أسمه \" البارقليط \"[8] فعظم بينهم في ذلك مقالهم وكثر جدالهم ثم انصرفوا عن غير تحصيل فائدة عن تلك المسألة فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور فقال لي ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم فأخبرته باختلاف القوم في أسم \" البارقليط \" وأن فلان قد أجاب بكذا وأجاب فلان بكذا وسردت لهُ أجوبتهم فقال لي : وبما ذا أجبت أنت فقلت : بجواب القاضي فلان في تفسيره للإنجيل فقال لي : ما قصّرت وقربت وفلان أخطأ وكاد فلان أن يقارب ولكن الحق خلاف هذا كله لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الرَّاسخون في العلم وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلاَّ القليل ؛ فبادرت إلى قدميه أقبلها وقلت لهُ : يا سيدي قد علمت أني ارتحلت أليك من بلاد بعيدة ولي في خدمتك عشر سنين حصّلت عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها فلعل من جميل إحسانكم أن تكمل عليّ بمعرفة هذا الاسم الشريف فبكى الشيخ وقال لي : يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيراً من أجل خدمتك لي وانقطاعك إلي وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة لكن أخاف عليك أن تظهر فتقتلك عامة النصارى في الحين فقلت : يا سيدي والله العلي العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء ممَّا تُسرّه إلي عن أمرك فقال : يا ولدي إني سألتك في أول قدومك إلي عن بلدك وهل هو قريب من المسلمين وهل يغزونكم أو تغزونهم لأستخبر به ما عندك من المنافرة للإسلام فاعلم يا ولدي أن \" البارقليط \" هو أسم من أسماء نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم , وعليه أنزل الكتاب الرَّابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه وأن دينه دين حق وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل فقلت لهُ : يا سيدي ما تقول في دين النصارى ؟ فقال لي : يا ولدي لو أنَّ النصارى قاموا على دين عيسى عليه السلام لكانوا على دين الله لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله تعالى , فقلت لهُ : وكيف الخلاص من هذا الأمر ؟ فقال : بالدخول في دين الإسلام ، فقلت لهُ : هل ينجوا الدَّخل فيه ؟ قال لي : نعم ينجوا في الدنيا والآخرة , فقلت لهُ : يا سيدي إنَّ العاقل لا يختار لنفسه إلاَّ فضل ما يعلم فإذا علمت فضل دين الإسلام فما يمنعك عنه ؟ فقال لي : يا ولدي إنَّ الله تعالى لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك به من فضل الإسلام وشرف نبي الإسلام إلاَّ بعد كبر سني ووهن جسمي ولا عذر لنا فيه بل حجة الله علينا قائمة ولو هداني الله لذلك وأنا في سنك لتركت كل شيء ودخلت في دين الحق و \" حب الدنيا رأس كل خطيئة \"[9] فأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعز والترقَّي وكثرة عرض الدنيا ولو أني ظهر علىّ شي من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني العامة في أسرع وقت وهب أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين فأقول أني جئتكم مسلماً فيقولون لي قد نفعت نفسك من عذاب الله فأبقى بينهم شيخاً فقيراً أبن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي فأموت بينهم بالجوع[10] وأنا الحمد لله على دين عيسى وعلى ما جاء به يعلم الله ذلك منّي[11] . فقلت لهُ : يا سيدي أفتدلني أنا أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل ؟ فقال لي : إن كنت عاقلاً طالباً للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة ولكن يا ولدي هذا الأمر لم يحضره أحد معنا الآن فأكتمه بغاية جهدك وإن ظهر عليك شيء منه تقتلك العامة لحينك ولا أقدر على نفعك ولا ينفعك أن تنقل ذلك عنّي فإني أجحده ! وقولي مصدق عليك وقولك غير مصدق علي وأنا براء من دمك إن فهت بشيء من هذا , فقلت لهُ : يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا وعاهدته بما أرضاه .

      ثم أخذت من أسباب الرحلة وودعته فدعا لي بخير وزودني بخمسين ديناراً ذهباً وركبت البحر منصرفاً إلى بلادي \" ميورقة \" فأقمت بها ستة أشهر ثم سافرت منها إلى جزيرة \" صقلية \" وأقمت بها خمسة أشهر وأنا أنتظر مركباً يتوجه إلى أرض المسلمين فحضر مركب يُسافر إلى مدينة \" تُونس \" فسافرت فيه من صقلية وأقلعنا عنها قرب مغيب الشفق فوردنا مرسى \" تُونس \" قرب الزوال بحكم الله تعالى فلما نزلت بديوان \" تُونس \" وسمع بي الذين بها من أجناد النصارى أتوا بمركوب وحملوني معهم إلى ديارهم وصحبتهم بعض التجار الساكنين أيضاً \" بتُونس \" فأقمت عندهم في ضيافتهم على أرغد عيش أربعة أشهر وبعد ذلك سألتهم هل بدار السلطنة أحد يحفظ لسان النصارى ؟ وكان السلطان رجلاً فاضلاً من كبراء خدَّامه أسمه يوسف الطبيب وكان طبيبه ومن خواصه ففرحت بذلك فرحاً شديداً وسألت عن مسكن هذا الرجل الطبيب فدللت عليه واجتمعت به وذكرت له ُ شرح حالي وسبب قدومي للدخول في الإسلام فسرّ الرجل بذلك سروراً عظيماً بأن يكون هذا الخير على يده ثم ركب فرسه واحتملني معه لدار السّلطان ودخل عليه فأخبره بحديثي واستأذنه علي فأذن لي فتمثلت بين يديه فأول ما سألني السلطان عن عمري , فقلت له : خمسة وثلاثون عاماً ثم سألني كذلك عمّا قرأت من العلوم فأخبرته فقال لي : قدمت خير قدوم فأسلم على بركة الله تعالى فقلت للترجمان وهو الطبيب المرقوم : قل لمولانا السلطان أنه لا يخرج أحد من دين إلا ويكثر أهل القول فيه والطعن عليه فأرغب من إحسانكم أن تبعثوا إلى الذين بحضرتكم من تجار النصارى وأجنادهم وتسألوهم عنّي وتسمع ما يقولون في جنابي وحين إذ أسلم فقال لي : بواسطة الترجمان أنت طلبت كما طلب عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم ثم أرسل إلى أجناد النصارى وبعض تجارهم وأدخلني في بيت قريب من مجلسه فلمّا دخل النصارى عليه قال لهم : ما تقولون في هذا القسيس الجديد الذي قدم في هذا المركب ؟ قالوا : يا مولانا هو عالم كبير في ديننا وقالوا شيوخنا ما رأوا أعلى منه درجة في العلم والدين في ديننا , فقال لهم : إذا أسلم فقالوا : نعوذ بالله من ذلك هو ما يفعل هذا أبداً فلما سمع ما عند النصارى بعث إلي فحضرت بين يديه وتشهدت بشهادة الحق بمحضر النصارى فصلّبوا على وجوههم وقالوا : ما حمله على هذا إلا حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج[12] فخرجوا مكروبين محزونيين فرتَّب لي السلطان - رحمه الله – كل يوم ربع دينار وأسكنني في دار المختص وزوجني ببنت الحاج محمد الصفار فلما عزمت على البناء بها أعطاني مئة دينار ذهباً وكسوة جديدة كاملة فابتنيت بها وولد لي منها ولداً أسمه محمداً .. )) .







      التعديل الأخير تم بواسطة sar; الساعة 15-03-2012, 07:16 AM.
      يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
      احبكم في الله
      لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
      الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


      تعليق


      • #33
        رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



        (19)قصة إسلام القسيس \" انسيلم ترميدا \"
        صاحب كتاب
        [ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ][2/2]



        موسى بن سليمان السويداء

        تتمه لما سبق ... وفي هذا الفصل قصته مع أحد أصحابه القساوسة القدامى يطلب منه العودة إلى النصرانية !

        قال عبد الله الترجمان :
        (( .. [ فيما أتفق لي في أيام مولانا
        أبي العباس أحمد وولده مولانا أبي فارس عبد العزيز ]

        وبعد خمسة أشهر من إسلامي , قدّمني السلطان لقيادة البحر بالديوان فكان مراده بذلك أن أحفظ اللسان العربي فيه بكثرة ما يتكرّر علي من ترجمة التراجمة بين النصارى والمسلمين , فحفظت اللسان العربي في مدة عام , وحضرت لعمارة الجنويز ولفرانسيس على مدينة ( مهدية )[1] وكنت أترجم للسلطان ما يرد من كتبهم , وارتحلت مع السلطان إلى حصار ( قابص )[2] وكنت على خزائنه , ثم إلى حصار ( قفصة )[3] وفيه ابتدأ مرضه الذي مات فيه , ثالث شهر شعبان عام ستة وتسعين وسبع مئة .

        ثم تولى الخلافة بعده ولده مولانا أمير المؤمنين , وناصر الدين أبو فارس عبد العزيز , فجدد لي في أيامه بالديوان وأنا قائد البحر والترجمة .
        .. وإن مركباً قدم موسوقاً بسلاع المسلمين , فلما أرسى بالمرسى دخل عليه مركبان من \" صقلية \" فأخذاه لحينه بعد أن هرب المسلمين منه برقابهم , واستولى النصارى على أموالهم ؛ فأمر مولانا أبو فارس صاحب ولاية الديوان وشهوده , أن يخرجوا إلى حلق الواد ويتحدثوا مع النصارى في فداء أموال المسلمين , فخرجوا وطلبوا الأمان لترجمان كان معهم فأمنوه , فصعد إليهم لمراكبهم وتحدث معهم في الوزن فغلَّوا في ذلك ولم يحصل منه شيء , وكان قد ورد مع هذا المركب قسيس كبير القدر في \" صقلية \" , وكانت بيني وبينه صداقة كبيرة كأنها أخوّة إذ كنا نطلب العلم معه جميعاً , وسمع بإسلامي فصعب عليه فقدم في هذه المراكب ليستدعيني للرجوع إلى دين النصارى , ويأخذني بالصداقة التي كانت بيننا .

        فلما أجتمع بالترجمان الذي صعد إليهم للمراكب , قال له : ما أسمك ؟
        قال : علي .
        فقال له : يا علي .. خذ هذا الكتاب وبلّغه للقائد عبد الله قائد البحر عندكم بالديوان , وهذا دينار فإذا رددت لي جوابه نعطيك دينار آخر ؛ فقبض منه الكتاب والدينار وجاء لحلق الوادي فأخبره بما قال لهُ القسيس وبالكتاب الذي أعطاه وبالدينار الذي أستأجره به , فأخذ صاحب الديوان الكتاب وترجمه لهُ بعض التُجّار الجنوبيين , فبعث بالأصل والنسخة لمولانا أبي فارس فقرأه ثم بعث إلي فحضرت بين يديه , فقال لي : يا عبد الله .. هذا كتاب وصل من البحر فاقرأهُ وأخبرنا بما فيه ؛ فقرأته وضحكت , فقال لي ما أضحكك ؟! فقلت لهُ : - نصركم الله - هذا كتاب مبعوث إلي من قسيس كان من أصدقائي في الأول , وأنا أترجمه لكم الآن - إنشاء الله تعالى – .

        فجلست في ناحية وترجمته بالعربية , ثم ناولتهُ - أي المترجمة - فقرأها ثم قال لأخيه المولى إسماعيل : والله العظيم ما ترك منه شيئاً , فقلت لهُ : يا مولي وبأي شيء عرفت ذلك ؟ قال : بنسخة أخرى ترجمها الجنويّون ، ثم قال لي : يا عبد الله .. وماذا عندك أنت في جواب هذا القسيس ؟ فقلت : يا مولاي .. الذي عندي ما علمته منّي من كوني أسلمت باختياري , ورغبة في دين الحق , ولست أجبه إلى شيء مما أشاره إلي قطعاً , فقال لي : قد علمنا صحة إسلامك ولا عندنا فيك شك أصلاً ولكن \" الحرب خدعة \"[4] , فأكتب إليه في جوابك أن يأمر صاحب المركب أن يفادي سلع المسلمين ويرخص عليهم , وقل لهُ إذا اتفقتم مع تجار المسلمين على سعر معلوم , فإني أخرج مع الوزَّان بقصد وزن السلع , ثم أهرب إليكم بالليل .
        ففعلت ما أمرني به وأجبت القسيس بهذا ففرح وارخصوا على المسلمين في فداء متاجرهم , وخرج الوزَّان مراراً ولم أخرج معه , فأيس مني ذلك القسيس فأقلع مركبه وأنصرف إلى خذلان الله .

        وكان نص كتابه أما بعد : ( السلام من أخيك فرنصيص القسيس : نعرفك أني وصلت إلى هذا البلد برسمك لأحملك معي , وأنا اليوم عند صاحب ( صقلية ) بمنزلة أن أعزل , وأولي , وأعطي , وأمنع , وأمر جميع مملكته بيدي , فاسمع مني وأقبل إلي على بركت الله تعالى , ولا تخف ضياع مال ولا جاه وغير ذلك , فإن عندي من المال والجاه ما يغمر الجميع وأعمل لك كل ما تريد ) انتهى .. )) .



        التعديل الأخير تم بواسطة sar; الساعة 15-03-2012, 07:15 AM.
        يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
        احبكم في الله
        لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
        الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


        تعليق


        • #34
          رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.


          (20)الذهب ذهب وإن علاه الصدأ


          الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع

          كنت في جلسة مع أحد إخواننا ذوي الشفافية في التدين - علماني - وقد جرى الحديث معه حول الحياة الدنيا وعمر الإنسان فيها وكرامته وفضله عند ربه وتمييزه على سائر المخلوقات بعقله وقوة إدراكه وسرعة ذلك منه وأن الله ميزه على مخلوقاته بأنه تعالى باشر خلق أصله بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الشريفة. وذكر أن حكمة خَلقه عبادة ربه. وأن الحياة محدود ومتبوعة بحياة أبدية الناس فيها فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير، خالدين في الحالين إلا ما شاء. وذكر أن ما قلته له محل نظر وليس لديه ما يؤكد هذا القول ولكنه يرى أن الإنسان يجب عليه أن يحترم أخاه الإنسان وأن يعيش معه تعايشاً سلمياً بغض النظر عن ديانته وعن طائفته في الديانة وعن جنسه ولونه ومكان أرضه. وأن بني الإنسان جنس من المخلوقات العامة يجب أن يعيش هذا الجنس عيشة سليمة كما تعيش المخلوقات الأخرى إلى آخر ما قاله مما هو منطق الدهريين نعيش ونحيى وما يهلكنا إلا الدهر.

          فقلت: يا أخي سأسلك معك في هذا الحوار مسلك جماعة التبليغ في دعوتهم وصبرهم على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة حيث يدير واحدهم خده الآخر لمن يصفع خده الأول رداً على دعوته ومع ذلك يواصل دعوته برفق ولين وحكمة وصبر.

          فقد اشتد عليَّ هذا الأخ ووصفني بالرجعية والتأخر عن إدراك معنى الحياة والوجود ولكني استعرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال عن قومه: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون». وقلت اللهم اهد أخي فإنه لا يعلم. فقلت له: يا أخي هذا شيك بعشرة آلاف ريال في مقابل أن تقرأ كتاب الله - القرآن كاملاً - مرة واحدة بتأمل وتدبر كأنه رسالة مرسلة إليك من عزيز عليك وأن تعاهدني على ذلك وأن تحدد لي معك جلسة أخرى بعد انتهائك من القراءة فأخذ الشيك وأعطاني عهداً ألا يصرفه إلا بعد القراءة.

          وبعد أسبوع اتصل بي وطلب تحديد وقت للجلسة الثانية حيث أتم قراءة القرا وعند الاجتماع به أعاد لي الشيك حيث لم يصرفه وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال وقال: أما شيكك فقد كان له أثر كبير في إخراجي من الظلمات إلى النور، ومن الحيرة والشك إلى الحقيقة واليقين. وأسأل الله أن يجزيك عني خير ما جازى به داعياً إلى ربه. فقد قرأت كتاب الله وفاءً بالعهد فوجدت فيه من العظة والعِبر وأسباب حياة القلب ما قادني إلى الأمل من الله أن أكون بعد الموت من فريق الجنة وأما الشيك الآخر المسحوب مني لك فهو جزاء إنقاذك إياي من ظلمات الشك والحيرة إلى أنوار اليقين. فقلت: يا أخي ما رأيك أن نغيرالشيكين إلى شيك لصالح جمعية تحفيظ القرآن شكراً لله على هذه النتيجة المباركة. ثم قال يا أخي والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد، فوالله - وأنا اليوم أعرف من أحلف به - ما جعلنا بهذا المسلك والأثيم من الشك والحيرة والارتياب بل قد يصل الأمر إلى الكفر بالله إلا جهلنا بكتاب الله وبعدنا عن الأخذ بحبله المتين وصراطه المستقيم. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. والله المستعان.






          الى اللقاء
          في امان الله وحفظه
          يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
          احبكم في الله
          لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
          الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


          تعليق


          • #35
            رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



            (21)قصة حكاها لي صاحبها
            مدمن مخدرات تعرفت عليه

            سيف الإسلام - محمود حامد خليل

            طريق المخدرات دمر حياتي


            محمد شاب في بداية العقد الثالث من عمره تعرفت عليه العام الماضي عندما دخل يصلي في المسجد صلاة المغرب ، بعد الصلاة جلست في ناحية من نواحي المسجد لذكر الله فجاء هذا الشاب و سلم علي و رأيت في وجهه كل علامات البؤس و الغم و الحزن

            قال لي بصوت حزين: أريد أن أتكلم معك في أمر لم أجد من يساعدني على تركه و على لزوم الطريق المستقيم و لقد رأيت في وجهك الخير فأرجو أن تسمع مني

            قلت له : تفضل و إن شاء الله قد اجد لك حل

            قال لي : أنا مدمن مخدرات منذ زمان طويل و لم اركع لله ركعة في حياتي و أقترفت كل أنواع الحرام من الزنا و غيره حتى وصلت إلى مرحلة من الغم و النكد ، أنا أعمل عامل في مخزن أنابيب و من شدة ذنوبي و معاصيي لا أنجز عملي بما يرضي الله فماذا أفعل ؟ كلما تقدمت خطوه إلى الأمام في طريق الصلاح يقف لي أصدقاء السوء بالمرصاد اريد أن أجد مخرج و لا اتمكن

            قلت له بعد أن رايت الياس و القنوط عليه : إن الله غفور رحيم و يتجاوز عن عبده إذا تاب و أناب يجب عليك لزوم المسجد في وقت فراغك ، متى تنهي عملك ؟

            قال لي : قرابة المغرب بقليل

            قلت له : إذا حاول أن تلزم المسجد من بعد المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء و في هذه الفترة أجلس في خلوه مع الله و أستغفره و تب إليه و أسترجع دائما و أقرأ القرآن

            قال لي : أنا لا أعرف القراءة و لا الكتابه فأنا أمي

            قلت له : ليس لدي مانع أن أساعدك على ذلك أو أدلك على من يساعدك

            إنتكاسه مرة أخرى


            واظب هذا الشاب على الصلاة لفترة لا تتعدى الأسابيع و بعدها أختفى تماما عن المسجد و لم أعرف له مكان

            ذات يوم خرجت من البيت متأخر للذهاب إلى الكلية و كنت في عجلة من أمري فقدر الله ان أجد هذا الشاب يعمل على ــ توك توك ــ سائق فركبت معه و سألته عن سبب تغيبه عن المسجد

            قال لي : و الله أعرف أني على معصيه و خطأ و لكن أصدقاء السوء يتربصون لي لقد رجعت لشرب الخمور و المسكرات اكثر من الأول

            قلت له : أنا سأقول لك كلمه و فكر في الأمر مع نفسك ، أنت أمامك طريق للجنة و طريق للنار فاختر أي مكان تريد أن تذهب إليه أنت شاب بالغ عاقل لست بطفل فكر جيدا في الأمر وأعلم بأن الموت قريب منك

            عندما أوصلني إلى المكان الذي أريد وجدت عليه علامات التأثر و رايت الدموع تتحجر في عينيه و قال لي : سأقابلك اليوم في صلاة العشاء

            عودة من جديد و عهد أمام الله


            هذا الشاب أنصلح حاله بعد ذلك بطريقه لم أعدها في شخص أمامي من قبل ، يحرص على الصف الأول بطريقه عجيبه عندما يسمع الأذان تجده في المسجد و أجده دائما في صلاة الفجر يوميا دون تأخر على الصلاه و والله لقد رأيت وجهه غير وجهه الأول الذي كنت أراه وجه مضئ كالقمر و إبتسامه تعلو وجهه دائما


            عاهدت هذا الشاب أمام الله أن اقف معه على طول الطريق و أن لا أتركه و لو لحظه لتزل قدمه مرة أخرى

            مواقف ابرهتني من هذا الشاب أحتقرت نفسي عندما رأيتها منه


            هذا الشاب و هو حديث عهد بهدايه و تعرف على طريق الله و رغم أنه غير متعلم و أمي لا يعرف شئ لا في القرآن و لا السنه و لا يعرف أحكام دينه إلا أنه دائما ما يرجع إلى الحق من أول كلمة

            جلس بجانبي يوما و قد أخرج هاتفه المحمول من جيبه و قال لي : هل الأغاني التي على الموبايل قد اعذب بسببها لو مت و هي على موبايلي؟

            قلت له : طبعا قد تحاسب عليها حساب أليم

            فمجرد أن قلت له ذلك قام بحذفها ملف خلف ملف دون أن ينطق بكلمه واحده يجادل فيها ثم أتى إلى اليوم الثاني ليقل لي هذا المحمول عليه القرآن كامل و أكثر من خمسين شريط للشيخ محمود المصري اسمعهم و أنا أعمل حتى يخفف عني تعب الشغل و الأرهاق

            في اليوم الاخر قال لي : هذا رقم محمولي أتصل علي صلاة الفجر دائما حتى لا تضييع الصلاه و لا تتركني حتى أستيقظ

            وقفات و عبر يا ليتنا نعمل به


            أولا :
            هذا الشاب كان في قمة الغي و الضلال و مع هذا فأنه تقبل النصائح لأنه يعرف أن هذا طريق النجاح و الفلاح

            ثانيا :
            هذا الشاب غير متعلم و جاهل فلا يعرف شئ لا في دين و لا في دنيا إلا الأكل و الشرب و فقط و مع هذا فقد كان مثال الخلق الرفيع في السماع و الأنصات و تقبل النصح و الأرشاد

            ثالثا:
            هذا الشاب نادر أن تجد مثله بأن يجادل و يدافع عن ضلاله لأنه متأكد أنه على حرام فلم اجد منه تبرير لأفعاله القبيحه من ترك الصلاة و شرب الخمور و الزنا مطلقا

            رابعا :
            هذا الشاب فتح قلبه ليحكي همومه لرجل غريب عنه و لا يعرفه حتى يجد ضالته فلماذا نجد شباب متكبرين متغطرسين لا يفتحوا قلوبهم لغيرهم من الأهل و الأقارب و الأصدقاء و يبحثوا عن المخرج من المعاصي و التفريط في الدين

            و في الختام


            فإن و الله ما كتبت هذه الكلمات لا رياء و لا سمعه و ربي يشهد على ذلك بل كتبتها حتى تكون هذه القصه نبراس للجميع و حتى تكون عظه و عبره لمن تكبر على من يناصحه و أعتبره مريض و يتدخل فيما لا يعنيه و لقد نسى هذا المسكين أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فرض و واجب على كل مسلم و مسلمه حاله حال الصلاة و الصيام فلا يجوز السكوت و لا كتم الحق مهما يكن

            فإني أقول سيظل هذا الدين عزيز شاء من شاء و ابى من أبى و لا نكون مهادنين لمن أرادوا أن يفسدوا فيه أو يفرطوا في أحكامه و شرائعه و أن ينتهكوا أعراضنا نحن لهم بالمرصاد و سنجاهدهم بالكلمة لآخر رمق قي حياتنا حتى لو وصفونا بالتخلف و الرجعيه و المرض و الغباء

            نسأل الله لنا و لكم الهداية و السداد







            يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
            احبكم في الله
            لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
            الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


            تعليق


            • #36
              رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.


              (22)أسلمت فأنجبت وشفاها الله من السرطان

              حمدي شفيق



              إنها معجزة حقيقية وقعت في أمريكا لسيدة تنتمي إلى طائفة الإنجيليين المتعصّبة.. كان عمرها ستا وعشرين سنة عندما أظهرت التحليلات الطبية إصابتها بسرطان المبيض. و هذا معناه – طبقا لما ذكره الأطباء - أنها لن تعيش سوى ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر ، فضلا عما هو معروف – علميا - من استحالة الإنجاب في مثل هذه الحالة.
              صعقت " تونى" عندما واجهها 15 طبيبا متخصّصا بنتائج الفحوص والتحليلات ، وتواترت أراء الجميع على تلك الحقيقة المرعبة . تمنّت الموت في تلك اللحظات لكنها لم تجده..

              انخرطت في بكاء هستيري متواصل . فقد كانت أعظم أمنية لها في الحياة أن تكون أما .وظلت عدة أسابيع في حالة انهيار نفسي كامل. . لكن - و كما قيل بحق - فإنه :( بعد "المحنة" تأتى "المنحة").
              راحت تستعرض ما مضى من حياتها ، وأفاقت على الحقيقة التي شاء الله سبحانه وتعالى أن تهتدي إليها.

              لقد كانت طوال حياتها ترفض الإنجيل لأنها اكتشفت بفطرتها- منذ الطفولة- أنه مليء بنصوص لا يقبلها العقل ، وأنه لا يجيب على أسئلة كثيرة.و تذكّرت كيف صفعتها أمها بشدة ذات مرة عندما سألت ببراءة الأطفال : لماذا لم يذكر الإنجيل شيئا عن الديناصورات؟! كما تعرّضت للضرب مرة أخرى لأنها تساءلت: لماذا قتلوا المسيح وعلّقوه على الصليب وهو بريء ؟!! لماذا يقتل الناس ويسرقون ويفعلون كل الجرائم ثم يتحمّل خطاياهم شخص أخر لا ذنب له؟!! ولماذا يترك "يسوع" الآباء و الأمهات – في أمريكا وغيرها - ليضربوا الأطفال - بل ويقتلونهم- بغير عقاب؟!!
              وهكذا انصرفت " تونى" مبكّرا عن الكنيسة ، لكنها انشغلت بشئون الحياة ولم تبحث عن دين أخر إلى أن صارحها الأطباء بالمرض اللعين .
              قالت لنفسها :" إن لم يكن أمامي مفر من الموت المؤكد ، فيجب -على الأقل- أن أحاول الوصول إلى هذا الإله الذي خلقني وخلق الأطباء و المرض ، فلا ريب أنه يعلم كيف يشفيني منه " .

              لقد تملّكها اليأس تماما من أسباب البشر.
              فلماذا لا تجرّب الاستعانة بقوة عليا تقدر على مالا يقدر أحد عليه ؟؟
              راحت تناجى الخالق باكية :" أيها الإله العظيم.. إني أعلم أنك هنا.. تراني وتسمع كلامي ، حتى لو كنت لا أراك ولا أسمعك .. سامحني ، فأنا لا أعلم كيف أصلى لك على الوجه الذي ترضى به.. أرنى الطريق إليك .. دلني عليك ..أنت وحدك القادر على مالا يقدرون عليه . أنت تشفيني إن شئت . اعطني طفلا من زوجي ، كما أعطيت مريم طفلا بلا أب ، وكما خلقت اّدم بلا أب أو أم ..
              يا من بيده كل شيء وأي شيء أعلمه أو أجهله.. أنا أحتاج إليك فلا تتخلّى عنى" ..

              قررت " تونى " أن تقضى ما تبقّى من حياتها القصيرة في البحث والقراءة..
              اتجهت إلى مكتبة عامة قريبة من بيتها. وراحت تقرأ كل ما عثرت عليه من كتب الأديان والعقائد المختلفة لكنها لم تقنع بشيء منها ، حتى عثرت على ترجمة لمعاني القراّن الكريم أعدها عبد الله يوسف علىّ رحمه الله . وفور قراءة معاني بعض السور الكريمة أدركت أنها قد وجدت ربها الواحد الأحد ، الذي لا شريك له ولا ولد. ذهبت بعد أيام إلى أحد المساجد حيث تعلّمت المزيد عن الإسلام ونطقت بالشهادة.
              غمرتها سكينة عجيبة بعد أن اعتنقت الإسلام ، ولم تعد تبالي بالمرض . صارت أكثر شجاعة ، فقد تعلّمت أنه : ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) ، وأن صبر المسلم على الشدائد والابتلاءات من أعظم أنواع العبادات و القربات.. واستمرت في الصلاة وقراءة القراّن الكريم ، و الابتهال إلى الله تعالى لعله يرزقها بطفل.

              بعد بضعة شهور وقعت المعجزة.. استبد الذهول بالأطباء المعالجين لتونى .
              لقد أثبت أحدث الفحوص أنها حامل !! طلبوا منها إجراء فحوص و تحليلات أخرى لعل هناك خطأ ما في الاختبار الأول . لكن التحليل الثاني ثم الثالث فالرابع قطعت جميعها بوجود الجنين داخل رحمها.. و هكذا منّ الله على" تونى" فولدت طفلا سمّته " يوسف" جعله الله قرة عين لها كما أرادت .

              ثم كانت المفاجأة الثانية خلال أقل من عامين على إسلامها ، وهى اكتشاف ضمور الخلايا السرطانية بجسدها ، واقترابها من الشفاء الكامل !!.لم يصدّق الأطباء ما ترى أعينهم ..سألوها عما إذا كانت قد تعاطت بعض الأدوية بدون علمهم .. ابتسمت والسعادة تشرق علي كل وجهها وكيانها ، وقالت لهم : الدواء من عند الطبيب الأعظم .. إنه الله تعالى الخالق القادر الرازق . هو الذي أعطاني الطفل ، وهو أيضا الذي شفاني بعد أن هداني.
              وقد مضى الآن ما يزيد على 15 سنة على اعتناق " تونى" للإسلام، ثم شفائها من السرطان ، بعد أن كان أكثر أطبائها تفاؤلا يعتقد أنها لن تعيش أكثر من 4 سنوات!! !

              ورغم أن أبويها من الإنجيليين الكارهين للإسلام ، إلا أن " تونى" رفضت الانتقال إلى بلد عربي تلقت عروضا للزواج والإقامة فيه - بعد انفصالها عن والد طفلها - وقالت أنها لن تتوقف عن رعاية والديها الطاعنين في السن ، لأن إخوتها وأخواتها – غير المسلمين- تخلوا عنهما ،
              وهما بحاجة إليها ، وقد أمرها الإسلام العظيم بالبرّ بالوالدين و إن كانا كافرين.

              و تصرّ "تونى" على ارتداء الحجاب ، مع أنها تعيش بوسط الولايات المتحدة الأمريكية ، في منطقة سكانها من أشد الطوائف تعصبا وكراهية للإسلام والمسلمين. ورغم صعوبة الحياة بينهم - خاصة للمسلمات - إلا أنها شديدة الحرص على الالتزام الكامل .

              وتقول : لن أترك ديني أو حجابي مهما فعلوا بي ، فالحجاب حماية وتكريم وشرف للمسلمة في الدنيا والآخرة .. وسوف أواصل معاملة الجميع بكل رفق وعطف ، واشرح لمن يريد منهم كل ما أعلمه من الدين الحنيف ، فالله تعالى قادر على أن يهديهم كما هداني إلى الإسلام .

              وعندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها في تعدد الزوجات بادرت بالقول : "لا نستطيع أن نأخذ شيئا من القراّن الكريم ونترك أشياء . الإسلام يجب أن يؤخذ كله ، فهو عدل ورحمة وحكمة كله.

              ومن يلاحظ الزيادة الهائلة في أعداد النساء في عصرنا سوف يلمس بوضوح حكمة تشريع التعدد النبيل ، وفوائده العظيمة للنساء ، مع إلزامه للرجال بالعدل بين الزوجات .
              و أنا بصفة شخصية أوافق على الزواج من مسلم متزوّج بأخرى أو أخريات ، لأنني أخصّص معظم وقتي لرعاية طفلي وأبي وأمي ، وبالتالي فلن أستطيع أن أعطى زوجي وقتي كله. فمن الأفضل في مثل حالتي أن تكون لزوجي زوجة أخرى – أو أخريات - مع العدل بيننا طبعا .
              و كل الخير والبركة والسعادة في إتباع ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" .






              يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
              احبكم في الله
              لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
              الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


              تعليق


              • #37
                رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



                (23)لماذا أسلمت المنصّرة وزوجة الكاهن الأمريكي المشهور؟!

                حمدي شفيق



                كان اللقاء معها بالصدفة البحتة .سيدة أمريكية في العقد الرابع من العمر.ما أن عرفت أن كاتب هذه السطور عربي مسلم حتى شعرت بالبهجة ، لأنها تعانى من وحشة شديدة وغربة قاسية في بلدها أمريكا، رغم أنها تنحدر من عائلة كبيرة هناك.سألتها : لماذا ؟ قالت السيدة " أدرين" : لأنني أسلمت لله رب العالمين ، بينما كل أسرتي من النصارى. وكانت مفاجأة مذهلة لي عندما أضافت : وأنا أيضا ما أزال –رسميا- زوجة لكاهن أمريكي مشهور ، وكنت أعمل أيضا في مجال التنصير !! هتفت: الله أكبر، قالت : نعم الله أكبر ولله الحمد أن هداني إلى الإسلام ، و أخرجني من الظلمات إلى النور . سألتها متعجبا : سيدتي لا شك أن قصتك مع الإسلام شيّقة وممتعة فهل تتفضلين بحكايتها ؟ قالت : نعم إنها ليست قصة عادية ، لأنني كنت أعيش في سجن، و الله وحده هو القادر على أن يخرجني منه . لقد تزوجني هذا الكاهن رغم فارق السن الكبير بيننا، وزعمت عائلتي أنني محظوظة لأن كاهنا مشهورا ثريا مشهورا كهذا قد وافق على الارتباط بي !! ومنذ الشهر الأول ظهرت مواهب الزوج الذي يظنه الجميع مثاليا!! الكاهن الذي يبشر الناس ليل نهار بالسلام مع ربه المزعوم يسوع كان لا يكاد يصل إلى البيت حتى يهرع إلى "البار" ليعب الكحوليات عبا ، ولا يكاد يفيق من السكر داخل بيته إلى صباح اليوم التالي ، ولولا ضرورات العمل بالكنيسة لاحتسى الخمر نهارا أيضا. ولا حاجة إلى ذكر أن هذا السكير ذاهب العقل لم يكن يتوقف عن ضربي و سبى بأبشع الألفاظ وكأنه في ماخور وليس في منزل محترم!! حاولت أن أبتلع الإهانات وأن أتحمل التعذيب اليومي الوحشي حفاظا على مستقبل بناتي الثلاث دون جدوى ، وكان لا مفر من الانفصال الجسدي ، الذي هو في حد ذاته عقاب بشع ، لأنه يترك الناس معلقين بين السماء والأرض ، فلا هم بمتزوجين يشبعون رغباتهم المشروعة بطريق نظيف شريف ، ولاهم بمطلقين يمكنهم الزواج من جديد !! وأرجو من الله العفو ، فقد تورطت بسبب الانفصال الجسدي أكثر من 10 سنوات - قبل الإسلام - في علاقة غير مشروعة أنتجت طفلة رابعة !! وأحمد الله الغفور الرحيم ، لأنه يغفر ويمحو كل ما كان قبل الإسلام من خطايا وذنوب . وحاولت نسيان حياتي العائلية المنهارة بالتركيز في عملي في ميدان التنصير ، وكنت متفوقة على زملائي لدرجة أن الكنيسة التي أتبعها أوفدتني عدة مرات للتنصير في أوروبا . ورغم الدخل المادي المغرى جدا كنت أشعر دائما أنني ضالة ومضللة للناس ، لأنني لم اقتنع يوما واحدا في حياتي بأن عيسى عليه السلام ابن الله أو هو الله تعالى ذاته ، وكنت دائما أحاول دراسة طبيعة الرب عند الأديان والثقافات الأخرى، لكنني لم أصل إلى درجة الاقتناع بأي منها ، إلى أن قابلت رجلا عربيا مسلما حاولت تنصيره فدعاني هو إلى الإسلام !!. طلبت منه أن يشرح لي مفهوم الرب عند المسلمين ، وذهلت للبساطة والوضوح في عقيدة الإسلام. خلال دقائق معدودات أيقنت أن ما أبحث عنه قد عثرت عليه ، وأيقنت أنني كنت مسلمة بالفطرة ، فقد كنت أشعر دائما أن للكون رب عظيم قادر خالق واحد متفرد بلا شريك أو ولد .وأعطاني الرجل الصالح ترجمة لمعاني القران الكريم بالإنجليزية ، أخفيتها بالطبع وسط ملابسي وأغراضي الخاصة في حجرتي . وكنت انتظر كل ليلة حتى ينام الجميع ثم أقرأ بنهم شديد ، حتى انتهيت من قراءة ترجمة معاني القراّن الكريم في أقل من شهر ، وكانت كل كلمة بل كل حرف يقودني إلى الحقيقة العظمى الوحيدة التي أمنت ثم جهرت بها :وهى : لا إ له إلا الله محمد رسول الله . ولم أكن وحدي التي تبحث عن الحقيقة ، إذ اكتشفت بعد ذلك أن أعز صديقاتي تدرس القراّن الكريم سرا مع زوجها . ولم تخبرني بذلك إلى أن فاتحتها بأمر اعتناقي للإسلام ، فاحتضنتني مهنئة بحرارة ، وقالت والفرحة تغمر وجهها الصبوح : لقد كنت أحس دائما أن الله تعالى سوف يرشدك إلى الإسلام .
                وتقول السيدة "أدرين" أنها الآن لا تهتم بغير دراسة وتعلم المزيد من أحكام الإسلام العظيم ، وتسعى لإتمام إجراءات الطلاق تمهيدا للانتقال إلى مكان أخر مع بناتها بعيدا عن بطش الكنيسة ، وسعيا وراء تنشئة صغيراتها في بيئة إسلامية صالحة ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.



                يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                احبكم في الله
                لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                تعليق


                • #38
                  رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.


                  بارك الله فيكم اختنا

                  التعديل الأخير تم بواسطة *(بسمة أمــل)*; الساعة 13-03-2012, 12:03 AM. سبب آخر: تعديل الرد لصيغة الجمع

                  تعليق


                  • #39
                    رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.

                    المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ محمود اشرف مشاهدة المشاركة

                    بارك الله فيكم اختنا

                    جزاكم الله خيرا
                    يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                    احبكم في الله
                    لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                    الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                    تعليق


                    • #40
                      رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



                      (24)قصة إسلام الداعية الأمريكي

                      ميكائيل عبد الله

                      حمدي شفيق

                      نشأ "ميخائيل" في أسرة كاثوليكية متشددة في إحدى مدن ولاية كاليفورنيا الأمريكية .في سن مبكرة ألحقوه بإحدى المدارس الدينية ، لكن الطفل الصغير كان كثير الفضول ، وكان يوجه أسئلة يصعب على أساتذته تقديم إجابات مقنعة عليها.

                      وقبل بلوغه سن الرابعة عشرة اهتم بدراسة اليهودية لكنه - خلال بضع سنين- تأكد أنها بدورها لا تقنع عقله الحائر و لا تلبى تطلعاته الروحية . لفت نظره أن النفاق والفساد هما الطابع المشترك بين رجال الديانتين، فضلا عن الأخطاء البشعة الناتجة عن تحريف التوراة والأناجيل المختلفة ، فانصرف تماما عنهما ، وصمم على البحث عن دين أخر . اتجه إلى دراسة مذاهب مسيحية أخرى فوجدها لا تقل انحرافا وشذوذا عن الكاثوليكية أو اليهودية ، وهكذا تأكد أنه لن يقبل بأي من الديانتين بقية عمره .

                      وبعد أن انتهى من دراساته المتخصصة في علوم الحاسب الاّلى ،
                      و تخطيه الخامسة والعشرين من عمره تعرض لضائقة مادية اضطرته للبحث عن وظيفة ، وساقه قدر الله إلى العمل بأحد مطاعم الوجبات السريعة . ومنذ اليوم الأول لاحظ وجود سيدة ترتدي ملابس قريبة الشبه بثياب الراهبات ، لكنها متزوجة ، وليس مفروضا عليها العزوبة والحرمان مثلهن !! وزادت دهشته بسبب مواظبة تلك الزميلة في العمل على أداء حركات غريبة كل يوم في موعد ثابت لا يتغير .

                      وكان من الطبيعي أن يسألها عما تلبس و تفعل ، فأخبرته(فاطمة) بأنها مسلمة ، وأنها تصلى يوميا كما أمرها الله رب العالمين الذي تعبده بلا شريك أو ولد . وطلبت من أخيها(محمود) وابن عمها(جاويد) أن يقوما بالإجابة عن كل أسئلته حول الإسلام. وقد رحب الشابان – فورا- بتقديم كل المعلومات عن الدين الحنيف إلى ميخائيل الذي كادت السعادة تفقده صوابه.

                      في خلال أيام قلائل أدرك أنه قد عثر أخيرا على ضالته المنشودة .وكانت الخطوة الحاسمة في حياته عندما اصطحبه الشابان بعد أسبوعين إلى أكبر مساجد المنطقة حيث علّمه إمام المسجد كيف ينطق بالشهادتين ليكون مسلما . وحانت أسعد لحظات عمره ، فنطق بها في المسجد وسط تكبير و تهليل أكثر من مائتي مسلم . وفاضت الدموع من عينيي ميكائيل وهم يحتضنونه ويقبلونه بحرارة - مهنئين إياه بمولده الجديد - كما لم يفعل أحد من أفراد عائلته معه طوال حياته.. وللمرة الأولى في حياته نام بعد عودته إلى مسكنه نوما عميقا مريحا هادئا بلا كوابيس ولا قلق كما كان يحدث له من قبل .

                      وعكف خلال الأسابيع التالية على قراءة كتاب " تفسير معاني القران الكريم باللغة الإنجليزية" الذي كان إمام المسجد قد أهداه إليه. وقد وجد في القراّن الكريم كل الإجابات الكافية و الشافية- بوضوح تام- على كل ما كان يعصف بعقله من تساؤلات حائرة عن الله تعالى وعيسى و الأنبياء عليهم السلام وحكمة الخلق و الحياة و الآخرة والعبادات والتشريعات وغير ذلك.

                      وبعد اعتناقه الإسلام بثلاثة أسابيع تقريبا رأى ميكائيل - في منامه- الرسول صلى الله عليه وسلم مبتسما مرحبا به ..كان عليه السلام مع عدد من أصحابه يؤدون الصلاة في حديقة مليئة بالأشجار و الأزهار- وخاصة الياسمين - لم ير ميكائيل لها مثيلا من قبل في جمالها وروعتها . وتعرّف على شخص النبي الأكرم فورا من بين كل من كانوا يصلون معه ، وأحس بحب وشوق شديدين إليه .اندفع نحوه بلهفة قائلا له : أتأذن لي يا سيدي في أن أعانقك ؟!

                      ابتسم صاحب الخلق العظيم مجيبا : ليس الآن. هناك شيء أريدك أن تفعله قبل ذلك. ظن ميكائيل أن السبب هو أنه لم يحسن الصلاة ، فذهب إلى الموضع الذي كانوا يصلون فيه ، وهو أرض مبلّطة برخام ثمين نادر ، وأعاد الصلاة بخشوع ، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله : هل أعانقك الآن ؟ ابتسم عليه السلام وقال له : لا ليس بعد ، أنت لم تفعل ما أخبرتك به بالشكل المطلوب .وتكرر هذا مرة ثالثة . ثم قال ميكائيل في المرة الأخيرة : حسنا يا سيدي سوف أبذل كل جهدي لتنفيذ ما أمرتني به، حتى أكون جديرا بمعانقتك .فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن: نعم اجتهد أن تفعل ما قلت لك . ثم استيقظ من نومه عند هذا الحد .

                      وبعد ذلك بعدة أسابيع رأى ميكائيل في منامه أنه يتحاور مع إخوته الأشقاء – غير المسلمين- وأحد القساوسة وراهبة في إحدى الكنائس حول الأديان ، وحاولوا إقناعه بالدخول في الكفر من جديد فرفض ، وقال لهم أنتم على ضلال . تشاجروا معه وحاول بعدهم أن يضربه بعصا لكنه أمسكها بيده ومنعه من ذلك ، وكرروا محاولة الاعتداء عليه فمنعهم أيضا . و حان وقت صلاة الظهر فطلب منهم السماح له بالصلاة فاعترضوا ، فخرج من الكنيسة إلى حديقة أمامها وأقام الصلاة .

                      بعد تكبيرة الإحرام بدأ في قراءة الفاتحة , ولاحظ أن عددا من النصارى خرجوا وراءه من مبنى الكنيسة ، وبدأوا في الصلاة خلفه فور سماعهم لترتيله فاتحة القراّن الكريم بصوت جميل عذب وتجويد تام . ولم يكد ينتهي من قراءة الفاتحة حتى وجد أن أعداد المصلين خلفه قد تضاعفت . فرغ من أداء الصلاة والتفت خلفه فإذا به يرى كل من كانوا بداخل الكنيسة قد خرجوا جميعا- ومعهم القسيس والراهبة- واصطفوا خلفه يؤدون صلاة الظهر بالحديقة!!

                      وبعد ذلك بقليل تحولت الكنيسة إلى مسجد ، وفى صلاة العصر انضم إليه كل سكان المنطقة من رعايا تلك الكنيسة –سابقا- بمن فيهم النساء والأطفال !!
                      كانت تلك الرؤيا –مع رؤيا النبي عليه السلام من قبل- توجيها إلهيا واضحا بما يشبه المعجزة . لقد فهم ميكائيل الأمر النبوي الشريف له بالتزود بالمعرفة الإسلامية الكافية ودراسة العلوم الشرعية مع التطبيق السليم ، ثم دعوة أهله وأقاربه وكل أصدقائه ومعارفه وجيرانه ومن يقابلهم في أي مكان – بالحكمة والموعظة الحسنة - إلى الإسلام.

                      ومنذ ذلك الوقت نذر الداعية الأمريكي نفسه وكل ما يملك لإرشاد الضالين والحيارى في بلاد العم سام إلى الله.
                      وفى الختام يقول ميكائيل : لقد سألني أخ في الله : ماذا تريد أكثر من أن ترى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ؟! إن هذا لخير عظيم يتمناه الملايين ممن ولدوا مسلمين ولم يحصلوا عليه ؟!

                      وأجيب بأن هذه منحة كبرى من الله حقا بعد أن أنعم علينا بالإسلام ، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا على ملّته ، وأن يقبضنا عليها ، وأن يجعلنا هداة مهتدين و يهدى بنا الملايين إن لم يكن المليارات من البشر إلى الحق والسلام والإسلام . وابشّر المسلمين في كل مكان بأننا نشهد الآن فتحا جديدا لا ريب فيه .

                      فالإسلام ينتشر هنا في الغرب بسرعة البرق الخاطف ، أو كضياء الشمس الذي يغمر كل الكائنات في ثوان معدودات ، ولا يستطيع أحد وقفه أو الحد من انتشاره . وحتى المشاكل أو المصائب التي يواجهها المسلمون هنا تنقلب بقدرة وفضل الله عز وجل إلى خير عظيم . وسوف أضرب لكم مثالا واحدا ليعلم الجميع أن الله تعالى لا يقوى على حربه أحد ، و أن الله يرد كيد الأعداء إلى نحورهم ، و هو نعم الناصر والمعين للمؤمنين .

                      فقد شعرنا جميعا بالحزن - في المنطقة التي أسكن فيها - بسبب اعتقال إمام مسجدنا رغم أن التحقيقات أثبتت براءته !! ولكن المولى عز وجل أراد به وبآخرين الخير كل الخير ، فقد جعله سببا في اعتناق أكثر من ثلاثين شخصا للإسلام - داخل السجن - خلال بضعة أسابيع فقط . ولو لم يدخل هذا الإمام الفاضل السجن فمن كان سيدعو هؤلاء السجناء ؟! ومن كان سيعلمهم قواعد الإسلام ؟!!

                      أسأل الله تعالى أن يستعملني في الدعوة المباركة إلى أخر لحظة من العمر، وأن يكون أخر كلامي لحظة خروج الروح من جسدي : لا اله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله ، صلى الله عليه وعلى اّله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .




                      التعديل الأخير تم بواسطة sar; الساعة 14-03-2012, 01:45 AM.
                      يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                      احبكم في الله
                      لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                      الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                      تعليق


                      • #41
                        رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



                        (25)قصة إسلام اثنتين من أمهر أطباء اليابان

                        حمدي شفيق

                        ترجع أحداث هذه القصة إلى سنوات عديدة مضت عندما سافرت يونا ونتسى وهما فتاتان يابانيتان إلى انجلترا للدراسة بكلية الطب جامعة أوكسفورد. وهناك كانتا على موعد مع قدر الله تبارك وتعالى الذي أراد بهما ولهما الخير كله. تعرفت الفتاتان على زميلة لهما بالكلية وهى (سياسا) الفتاة المسلمة من ماليزيا . وأقامت الطالبات الثلاث في مسكن واحد طوال سنوات الدراسة. وكان من الطبيعي أن تشعر الفتاتان بالدهشة وحب الاستطلاع عندما كانت زميلتهما (سياسا) تؤدى الصلوات الخمس يوميا بخشوع وسكينة ، وأثار فضولهما أيضا ما ترتديه من ملابس تستر بدنها كله . أخبرتهما- فيما بعد- أن الإسلام يأمر أتباعه بالصلاة يوميا ليبقى على صلة روحية دائمة بالله الواحد الأحد الخالق لكل شيء ، كما شرحت لهما المسلمة الواعية بكل رفق وعطف حكمة تشريع الحجاب في الإسلام . وراحت تستثمر كل فرصة تسنح لها لتقديم المزيد من المعلومات عن دينها - بكل سرور وترحيب- إلى زميلتيها اللتين تحولتا إلى صديقتين حميمتين لها ، وصارت الفتيات الثلاث ألصق ببعضهن البعض من الأخوات الشقيقات. وبمرور الشهور والأعوام زاد شغف الفتاتين بما تقدمه إليهما الزميلة المسلمة من حقائق الدين الحنيف . وكانت فكرة عبقرية من الأخت الماليزية أن اصطحبتهما إلى المركز الإسلامي الكبير الذي أقامه الداعية البريطاني الشهير يوسف إسلام – كات ستيفن سابقا – حيث واظبن جميعا على حضور دروس أسبوعية عن الإسلام طوال سنوات الدراسة بجامعة أكسفورد . وبعد التخرج والحصول على أرفع الدرجات العلمية في الجراحة أحست (يونا) و(نتسى) بأسف وحزن شديدين لأنهما كانتا لا تطيقان فراق (سياسا) زميلتهما المسلمة.
                        وحان موعد العودة إلى الوطن لتقع معجزة حقيقية عجلت بإخراج الطبيبتين اليابانيتين من الظلمات إلى النور . كانت (يونا) بين اليقظة والمنام وهى تجلس باسترخاء على مقعدها فى الطائرة عندما سمعت صوتا يهمس في أذنها فظنت أن إحدى الصديقتين تكلمها . التفتت حولها فلم تجد أحدا يكلمها . حاولت أن تغمض عينيها من جديد فجاءها الصوت واضحا هذه المرة وهو صوت رجل وليس بصوت واحدة من الصديقتين النائمتين في تلك اللحظة. أمرها الهاتف المجهول بالسفر مع ( نيتسى ) و (سياسا) إلى بلد الأخيرة ، وأن تطلبا منها أن تعلمهما كيف تصبحا مسلمتين صالحتين . انتبهت الفتاتان من نومهما على بكاء (يونا) وتعانقن جميعا بعد أن أخبرتهما بما أمرها به الهاتف المجهول.. وقالت (نيتسى) أنها كانت تفكر بالفعل - منذ فترة- في اعتناق الإسلام . وبالفعل اصطحبتهما( سياسا) بكل سعادة إلى بيت أمها في ماليزيا ، ثم إلى إحدى المحاكم الشرعية حيث أجابتا على كل أسئلة علماء المسلمين هناك بنجاح تام ، إذ أنهما كانتا قد تعلمتا كل أركان الإسلام وأجادتا الصلاة. ونطقت كلتاهما بشهادة التوحيد وسط دموع وتكبيرات الحاضرين .
                        و قد تم تعيين نيتسى و يونا أستاذتين في كلية الطب بعد عودتهما إلى اليابان. ويكفى أن نذكر أن مهارتهما في الجراحة دفعت الحكومة اليابانية إلى ارسالهما عدة مرات لإجراء جراحات دقيقة عاجلة في كوريا ودول أخرى مجاورة تطلب العون الطبي من اليابان . وبلغ من ذكائهما الخارق أن حفظت كلتاهما معظم أجزاء القراّن الكريم – بالتجويد - رغم أنهما لا تعرفان اللغة العربية !! ولم يكن هذا هو كل ما حدث إذ امتدت ظلال الشجرتين المباركتين إلى أسرتيهما ، فاعتنق والدا كل منهما الإسلام فيما بعد. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف: 21. وأدى الجميع مناسك الحج في العام الماضي مع الدكتورة - الداعية الماليزية الآن– وعائلتها أيضا.
                        وتحلم الطبيبات الثلاث بإنشاء مستشفى ضخم بإحدى الدول الإسلامية المحتاجة لعلاج الفقراء من مرضى المسلمين .
                        وإذا كان لنا من تعليق على هذه القصة التي قصها أصحابها على كاتب هذه السطور شخصيا ، فإننا نهديها إلى كل شبابنا من المبعوثين إلى الخارج للدراسة أو غيرها، و إلى كل من تقتضيه الظروف الاحتكاك بغير المسلمين هنا أو هناك ، ونقول لهم : هاكم ما صنعته فتاة مسلمة رشيدة لدعوة الآخرين إلى دين الحق ، رغم أنها لم تكن متخصصة في ميدان الدعوة والعلوم الشرعية إلا أن الله تعالى أجرى على يديها خيرا كثيرا ، وأنقذ بها عائلتين كاملتين من الضلال ، فما بالكم بما يمكن أن يقوم به الرجال من طلبة العلم ؟؟!!
                        إن الملايين بل المليارات من غير المسلمين في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويشرح لهم جوانب العظمة والحكمة والكمال في الإسلام العظيم . وطوبى لمن جعله الله سببا في عتق رقبة من النار .
                        وإذا كان الله جلت قدرته ينشر الإسلام الآن في كل أنحاء العالم بدون جهد يذكر من المسلمين في كثير من الحالات ، إلا أننا نناشد كل قادر ألا يبخل بشيء في استطاعته ( علما أو مالا أو لغة أجنبية يجيدها أو وسيلة إعلامية ينشر فيها.. الخ ) لدعوة الآخرين إلى الإسلام ، فالجزاء يستحق ألا وهو الجنة . ونذكّر الجميع في النهاية بالحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه : ( فو الله لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ) وفى اّثار أخرى : خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، والله تعالى أعلى و أعلم .




                        يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                        احبكم في الله
                        لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                        الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                        تعليق


                        • #42
                          رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



                          (26)يعتنق الاسلام ولكنه – في البداية – كان يخجل من السجود
                          الدكتور جيفري لانج Jeffrey Lang استاذ الرياضيات في جامعة كنساس الامريكية

                          الدكتور عثمان قدري مكانسي

                          - في اليوم الذي اعتنقت فيه الإسلام ، قدّم إليّ إمامُ المسجد كتيباً يشرح كيفية أداء الصلاة .
                          غير أنّي فوجئتُ بما رأيتـُه من قلق الطلاب المسلمين ، فقد ألحّوا عليَّ بعباراتٍ مثل:
                          خذ راحتك
                          لا تضغط على نفسك كثيراً ،من الأفضل أن تأخذ وقتكببطء .. شيئاً ، فشيئاً ...
                          وتساءلتُ في نفسي ، هل الصلاة صعبةٌ إلى هذا الحد ؟

                          لكنني تجاهلت نصائح الطلاب ، فقررت أن أبدأ فوراً بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها .
                          وفي تلك الليلة ، أمضيت وقتاً طويلاً جالساً على الأريكة في غرفتي الصغيرة بإضاءتها الخافتة ، حيث كنت أدرس حركات الصلاة وأكررها ، وكذلك الآيات القرآنية التي سأتلوها ، والأدعية الواجب قراءتها في الصلاة .

                          وبما أن معظم ما كنت سأتلوه كان باللغة العربية ، فقد لزمني حفظ النصوص بلفظها العربي ، وبمعانيها باللغة الانكليزية . وتفحصتُ الكتيّب ساعاتٍ عدة ، قبل أن أجد في نفسي الثقة الكافية لتجربة الصلاة الأولى .
                          وكان الوقت قد قارب منتصف الليل ، لذلك قررت أن أصلّي صلاة العشاء ..
                          دخلت الحمام ووضعت الكتيب على طرف المغسلة مفتوحاً على الصفحة التي تشرح الوضوء .

                          وتتبعت التعليمات الواردة فيه خطوة خطوة ، بتأنٍّ ودقة ، مثل طاهٍ يجربُ وصفة ً لأول مرة في المطبخ .
                          وعندما انتهيت من الوضوء ، أغلقت الصنبور وعدت إلى الغرفة والماء يقطر من أطرافي ، إذ تقول تعليمات الكتيب بأنه من المستحب ألا يجفف المتوضئ نفسه بعد الوضوء ..

                          ووقفت في منتصف الغرفة ، متوجهاً إلى ما كنت أحسبه اتجاه القبلة . نظرت إلى الخلف لأتأكد من أنني أغلقت باب شقتي ، ثم توجهت إلى الأمام ، واعتدلت في وقفتي، وأخذتُ نفساً عميقاً ، ثم رفعت يديّ ، براحتين مفتوحتين ، ملامساً شحمتي الأذنين بإبهاميّ . ثم بعد ذلك ، قلت بصوت خافت الله أكبر .

                          كنت آمل ألا يسمعني أحد . فقد كنت أشعر بشيء من الانفعال . إذ لم أستطع التخلص من قلقي من كون أحد يتجسس علي . وفجأة أدركت أنني تركت الستائر مفتوحة .وتساءلت : ماذا لو رآني أحد الجيران ؟

                          تركتُ ما كنتُ فيه ، وتوجهتُ إلى النافذة . ثم جلت بنظري في الخارج لأتأكد من عدم وجود أحد . وعندما رأيت الباحة الخلفية خالية ، أحسست بالارتياح . فأغلقت الستائر ، وعدت إلى منتصف الغرفة ...

                          ومرة أخرى ، توجهت إلى القبلة ، واعتدلت في وقفتي ، ورفعت يدي إلى أن لامس الإبهامان شحمتـَيْ أذنيّ ، ثم همست الله أكبر .
                          وبصوت خافت لا يكاد يُسمع ، قرأت فاتحة الكتاب ببطء وتلعثم ، ثم أتبعتـُها بسورة قصيرة باللغة العربية ، وإن كنت أظن أن أي عربي لم يكن ليفهم شيئاً لو سمع تلاوتي تلك الليلة ! .

                          ثم بعد ذلك تلفظتُ بالتكبير مرة أخرى بصوت خافت، وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي ، واضعاً كفي على ركبتي. وشعرت بالإحراج ، إذ لم أنحَنِ لأحد في حياتي . ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرفة .
                          .وبينما كنت لا أزال راكعاً ، كررت عبارة سبحان ربي العظيم عدة مرات.ثم اعتدلت واقفاً وأنا أقرأ سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد
                          أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبّرتُ مرةً أخرى بخضوع ، فقد حان وقت السجود.

                          وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث كان علي أن أهوي إليها على أطرافي الأربعة وأضع وجهي على الأرض
                          لم أستطع أن أفعل ذلك ! لم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لم أستطع أن أذل نفسي بوضع أنفي على الأرض ، شأنَ العبد الذي يتذلل أمام سيده .. لقد خيل لي أن ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء . لقد أحسست بكثير من العار والخزي وتخيلت ضحكات أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي مغفلاً أمامهم . وتخيلتُ كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم .

                          وكدت أسمعهم يقولون : مسكين 0(جف )، فقد أصابه العرب بمسّ في سان فرانسيسكو، أليس كذلك ؟وأخذت أدعو: أرجوك ، أرجوك أعنّي على هذا ..
                          أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النزول . الآن صرت على أربعتي ، ثم ترددت لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغطت وجهي على السجادة .. أفرغت ذهني من كل الأفكار،
                          وتلفظت ثلاث مرات بعبارة سبحان ربي الأعلى .
                          الله أكبر . قلتها ، ورفعت من السجود جالساً على عقبي . وأبقيت ذهني فارغاً، رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي .
                          الله أكبر . ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى . وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة سبحان ربي الأعلى بصورة آلية. فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك .

                          الله أكبر . و انتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي : لا تزال هناك ثلاث جولات أمامي وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة . لكن الأمر صار أهون في كل شوط ، حتى أنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة .
                          ثم قرأت التشهد في الجلوس الأخير ، وأخيراً سلـَّمتُ عن يميني وشمالي .
                          وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالساً على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة التي مررت بها .. لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل أداء الصلاة إلى آخرها .

                          ودعوت برأس منخفض خجلاً: اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد أتيت من مكان بعيد ، ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه .
                          وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب علي وصفه بالكلمات .
                          فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري . وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية ، حتى أنني أذكر أنني كنت أرتعش ، غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثـّرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضاً ، لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ .

                          ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب . فقد أخَذَت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة . وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني . ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور …. لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطِلقاً عنانَ مخزونٍ عظيمٍ من الخوف والغضب بداخلي .

                          وبينما أنا أكتب هذه السطور، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عز وجل لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً .
                          ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي.
                          وعندما توقفت عن البكاء أخيراً ، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق . فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية لها ، وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها.
                          أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت : فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله ، وإلى.الصلاة وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير:
                          اللهم ، إذا تجرأتُ على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك -- خلصني من هذه الحياة
                          فمن الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب، لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك '



                          يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                          احبكم في الله
                          لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                          الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                          تعليق


                          • #43
                            رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.



                            (27)وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته


                            الوعد الأكيد

                            اتجهت إلى طاولة في مطعم الجامعة بعد أن ابتعت فطورا لي ولمن معي من الأحبة وإذا بصاحب لي يجلس قريبا مني فاتجهت إليه ، وجعلت الجلستين جلسة ليحلو الكلام ، ولنتجاذب أطراف الحديث .
                            بادرني صاحبي بقوله : هل رأيت تركي ؟! ،
                            قلت : نعم ، ولكن حاله قد تغيرت كثيرا ً !! ،
                            قال : أسألته عن السبب ؟ ،
                            قلت : لا – والله – وأخشى أن أسأله فيكون السبب جرحا ً يتمنى نسيانه – وما أكثرها في هذا الزمان - .
                            سكت صاحبي ، وأتممنا فطورنا ، وهنا أعلنت الساعة قرب دخول المحاضرة فاتجهنا للقاعة .
                            مضت الأيام ، وأنا أرى صاحبي تركي قد تغير تغيرا ً غريبا ً ! ، ولكني لم أجرؤ على سؤاله عن سبب هذا التغير ،

                            ولكن بالي كان مشغولا ً ونفسي شغوفة لمعرفة السبب .

                            اجتمعت – بعد وقت ليس بالقصير – مع تركي وصاحب ٍ لنا في مجلس واحد ، وأخذنا نتحدث عن الدراسة والاختبارات ،

                            وفجأة بادرني صاحبي بسؤال ٍ أحرجني جدا حيث قال :
                            ألا تعرف سبب تغير تركي ؟! ،
                            فقلت : لا – والله – ولكن أسأل الله – تعالى – أن يكون خيرا ً .

                            وهنا طأطأ تركي برأسه ثم استلم زمام الحديث – بعد أن رفع رأسه وأعقب ذلك بتنهيدة حارة - وكان مما قال :

                            سافرت في أحد الأيام إلى مكة المكرمة للعمرة ، وكان دخولي للحرم مع أصحابي بعد أن انتهى المسلمون من أداء صلاة العشاء ،

                            رأينا جماعة تصلي قرب المطاف ( الصحن ) فأدركنا الصلاة معهم ، ثم قمنا لنبدأ عمرتنا ،

                            وهنا وجدنا الناس يتجهون لجهة معينة من المطاف ، ويقتربون للكعبة أكثر ، والازدحام يكثر ويكثر ، حتى تيقنّا أن هناك أمرا ً ما نتيجة هذا الازدحام الغريب الملفت للنظر لكل من دخل المطاف ولو كان من جهة أخرى .

                            فاقتربت أنا وأصحابي وكنت أقربهم للحدث ، فاخترقت الصفوف ، وكلما قربت رأيت الناس قد تغيرت ألوانهم ، حتى وصلت لسبب ازدحام الناس .

                            فماذا كان ؟!

                            الموقف باختصار :

                            رجل يتضح عليه من لباسه أنه من الجنسية الأفغانية أو الباكستانية ، كبير ٌ في العمر ، كث وطويل اللحية ، وهي بيضاء بياضا كاملا لا ترى محلا للسواد فيها ،
                            الرجل متمدد على الأرض ، وبعض الموجودين – وهم قلة قليلة – جلسوا عند رأسه ، يقولون : لا إله إلا الله – يكررونها - ،
                            فعلمت أن الرجل يحتضر ،
                            يا الله ، موقف عصيب ، لا أستطيع أن أصفه ،
                            الرجل كلما مرت دقيقة كلما اشتد تمدده على الأرض وكأنه قطعة من خشب ، والذين عند رأسه يرددون : لا إله إلا الله ،
                            وهنا بدأ الرجل يتكلم ، ولكنه كلام ٌ غير مفهوم لي ولمن معي ، وأظنه كان يتحدث بلغته ،
                            الناس يرددون : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ،
                            وهو ما زال يردد كلاما ليس مفهوما لنا ،
                            الموقف اشتد أكثر وأكثر ، والوجوه تغيرت أكثر وأكثر ، الألوان بدت شاحبة لكل من شاهد ذلك المنظر المخيف ،
                            فرجل يصارع الموت أمامك ، وأناس يرددون : لا إله إلا الله ، وهو يردد كلاما غير مفهوم بلغته ،
                            ثم حدث شيء لم أكن أتوقع أني أراه في حياتي ، جعل من عند رأس المحتضَر يتراجعون عنه ويقفون معنا ،

                            أتعلمون ماذا حدث ؟! ،
                            التفت ساقا الرجل ببعضهما البعض ومباشرة تذكرت قوله – تعالى – : ( والتفت الساق بالساق ) ، وكأن هذه الآية لأول مرة تمر بي !! ،
                            اشتد الرجل على الأرض ، والتفت ساقاه ، وقلّ حديثه الذي كنا نسمعه ولا نفهمه ، ثم سكت سكوتا ً يسيرا ً ،
                            فعاد من جديد للحديث ، ولكن هذه المرة بصوت واضح ٍ جدا ، وبلغة مفهومة معروفة لكل من وقف ،
                            فقد قال كلمة لا يوجد مسلم لم يسمع بها ، أو يعرف معناها ،

                            قال – بكل وضوح - :
                            لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .

                            ثم توقفت أنفاسه ، ولان جسمه ، وارتخت ساقاه اللتان كانتا ملتفتان على بعضهما ، فلم نسمع له بعد ذلك لا نسما ً ولا همسا ً ! ،
                            سكت الرجل ، وبدأ الناس يتحدثون ولكن بلغة الدموع ، والنشيج ، والنحيب ،
                            فهذا يبكي ، وهذا يحوقل ، وذاك يسترجع ، وكأن الميت أب للحاضرين أو أخ لهم ،
                            وكم من واقف عليه لسان حاله يقول : طوبى له ليتني كنت مكانه .

                            حُمِل الرجل ، وتولى أهل الخير إنهاء أوراقه ، ورأت عائلته أن يصلى عليه في الحرم حيث كانت متواجدة معه في مكة – على ما أظن - ، وبذلنا جهدنا أن نعرف متى الصلاة عليه ، وفي أي فرض ،
                            صلينا عليه من الغد ، وذلك الموقف راسخ ٌ في البال ، لا يمحوه تعاقب الأيام والليالي .
                            ومن ذلك الموقف – بعد توفيق الله تعالى لي - تغيرت حالي ، وأسأل الله – تعالى – لي ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه .

                            ا.هـ .

                            *
                            *
                            *

                            انتهى حديث صاحبي تركي – أسأل الله تعالى لي وله ولكل موحد الثبات - .

                            ولكن أنت – أيها القارئ الكريم – كيف ستكون نهايتك ، وختام حياتك لو كنت مكان ذاك الأعجمي ؟! ،
                            أستصدح بــ : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أم سيُغلق عليك ، ولا تعرف منها شيئا ؟! ،

                            أيها القارئ الكريم :
                            اعلم أن من شب ّ على شيء شاب عليه ، ومن شاب على شيء ٍ مات عليه ،
                            وسكرات الموت ، كالملعقة لما في الصدور ، فمن كانت نفسه متعلقة بالله – تعالى - ، متبعة لأوامره ، منتهية عن نواهيه ، فذاك الفائز الرابح ،
                            ومن كانت نفسه متعلقة بالدنيا ، مقدمة ً لها على الآخرة ، فذاك الخاسر النادم – ولات حين مندم - .




                            يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                            احبكم في الله
                            لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                            الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                            تعليق


                            • #44
                              رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.


                              (28)قصة حقيقية حدثت معي في كورنيش الدمام


                              أبو نهار الشهري

                              كل يوم وفي كل مساء اذهب إلى الكورنيش الدمام لأقضي ساعة في ممارسة رياضة المشي

                              وفي هذا اليوم وأنا أقف بسيارتي خلف سيارة في الكورنيش

                              أذا بي أرى بالسيارة التي أمامي شخص أسمر البشرة كأن به مس من الجن يترنح في السيارة وكأن به صرع ويترنح يمين وشمال ( يتراقص )

                              وفتحت الباب أهم في النزول من سيارتي وإذا بي أسمع صوت صاخب يخرج من السيارة التي أمامي موسيقى وبصوت مرتفع جداً

                              سبحان الله

                              وقبل شروعي في الرياضة تكلمت مع نفسي

                              هل أذكره بالله وأنصحه أو أعطيه شريط من الأشرطة التي بحوزتي لعل الله يهديه على يدي وكنت بنيه صادقه مع الله

                              ودعيت الله وأخذت شريط بعنوان ( الصاخة ) للشيخ خالد الراشد ( أفك الله عوقه ) .

                              وعندما اقتربت منه ورأيته كان في حالة هستيرية من الاندماج مع الأغنية

                              ولما رآني فزع وقال أخفتني

                              خير إن شاء الله

                              وألقيت عليه السلام وأنا مبتسم فرد عليه السلام بغير نفس

                              وقلت له يا أخي ما أسمك

                              قال خير (وش تبي )

                              قلت مباشرة أنا أخوك أبو نهار وأحب أهدي لك هدية

                              قال نعم وش الهدية

                              قلت تفضل ومسك الشريط يقلب بوجهي ويقول ما هذا؟؟

                              قلت أرجوك أن تسمع وأستحلفك بالله أن تسمعه كامل ، وقلت له أنا سوف أذهب أتمشى قليل بعد إذنك

                              قال مشكور ومشيت عنه كعادتي أزاول رياضة المشي وطول هذا الوقت أدعي ربي إن يفتح قلبه


                              وبعد مرور ساعة وأنا مقبل إلى سيارتي فرأيت سيارة نفس الشخص واقفة ولم تتحرك

                              وأنا انظر إلى السيارة لم أجد الشخص فيها ونظرت باتجاه البحر ولم أجد أحد أيضا واقتربت من السيارة وسمعت صوت شريط الصاخة مرتفع ورأيت الشخص مكب على وجه وهويجهش بالبكاء

                              وقلت يا فلان ما بك

                              لم يرد علي

                              والله ثم والله من رآه ضنه طفل رضيع يبكي وقمت بفتح الباب ورفعت رأسه وهو يبكي ودموعه ملئت وجه ويقول بصوت منخفض بالكاد سمعته ( ياويلي ياويلي سامحني يارب )

                              وبعد ما فهمت ما يهذي به أصابني شي غريب لم استطيع وصفه لكم ولكني لم أتمالك نفسي

                              فبكيت معه ولكن ليس حزن عليه ولكن فرحنا لما رأيت من هذا الشاب والحمد الله

                              وتركته يستريح قليلاً وقلت : كيفك الآن قال : ( أحس في صدري شي غريب الله يخليك تقولي من هذا الشيخ إلى يتكلم وين مكانه قلت له في الخبر وله مسجد بمدينة العمال بقرب مستشفى سعد )

                              قال : يا شيخ لم اسمع في حياتي مثل هذا الكلام وين أنا كنت وبدأ يبكي بكاء شديد وقلت له ابكي وأخرج ما في قلبك أسال الله إن تكون خير للإسلام والمسلمين

                              وقلت له ما أسمك قال : ( سعد ) قلت : يا سعد أن هذا اليوم هو يوم ميلادك وأتمنى أن تكون هذا لليله بداية حياتك مع الله الذي كنت عنه بعيداً وهو كان منك قريباً وقريبا ً جداً اسأل المولى عز وجل إن يثبتك يا سعد

                              قال أمين وسجلت له رقم جوالي وقلت له أذا احتجتني في شي اتصل ولا تتردد

                              قال بس أرجوك أبي أشوف هذا الشيخ

                              قلت له هو الآن ............... ( الله يفكه من عوقه ) ووصفت له المسجد على ورقة وعرف من وصفي مكان المسجد ومن ثم أهديته أيضا مجموعة أشرطه أخرى وودعته وكان الوقت متأخر وقلت لا تنسى اتصل عندما تحتاجني وذهبت وأنا كلي فرح واشكر المولى عز وجل على قبول دعوتي واسأل المولى عز وجل إن يجزي الشيخ خالد الراشد كل الجزاء على هذا المادة التي من سمعها تأثر بها لو كان قلبه حجر.

                              وأسال المولى عز وجل العزيز الحكيم ان يفك الشيخ خالد الراشد مما هو فيه أمين .


                              يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                              احبكم في الله
                              لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                              الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                              تعليق


                              • #45
                                رد: { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}$متجدد$راجعلك يارب.




                                (29)غرفة الحسناء

                                حسين بن رشود العفنان

                                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

                                ـ غرفة الحسناء ـ

                                وجبَ قلبُه ، وتصاعدَ نفسُه ، واحتمى جسمُه، وتجافى جنبُه...وسهدتْ عينُه...!

                                فطفقَ يطوفُ حولَ سريرِه!!ويحومُ في غرفتِه!! مستثقلا دقائقَ الليلِ وساعاتِه ...!!!

                                كأنّ الليلَ قدْ غرسَ قواعدَه في قلبِه ، وأقامَ قصرَه على صدرِه ! فلنْ يتقدمَ ولن يتأخرَ!

                                فوقفَ فجأةً وسطَ دارِه! وحدَّ نظرةً شاردةً إلى النافذةِ وأخذَ يقولُ لنفسِه بضعفٍ وحزنٍ:

                                كمْ عذبتْ قلبي بصدّها !

                                كمْ قرحتْ أجفاني بتمنعِها !

                                كمْ فتتْ كبدي بهجرانِها !

                                أخيرًا ابتسمتْ! وقالتْ موعدُنا الليلةَ إذا مالَ ميزانُها، وقرتْ العيونُ،واطمأنتِ الجنوبُ..!!
                                أخيرًا ضربتْ لي موعدًا وتهيأتْ..!!

                                فازدادَ خفقانُ قلبِه ووجيبُه! حتى أوشكَ أن ينخلعُ!فما احتملتْه رجلاه، فوقعَ على حاشيةِ سريرِه، وشخصَ ببصرِه إلى ضوءِ المصباحِ المرتعدِ وقالَ:

                                تبا لكَ أيها الحبّ! قد هددتَ جسمي، وثقبتَ قلبي، وكدرتني بنومي، ونغصتني بطعامي، وشرقتني بمائي !

                                تبا لكَ أيها الحبّ! قدْ جعلتني مدلّه العقلِ، حائرَ الفكرِ،يستصغرني نابهُ الصبيانِ! ويتنقصني صغيرُ الناسِ!

                                فتنهدَ..!! وامتلأ وجهه دما من الهمِ، والقلقِ، والحزنِ، والأرقِ، فنفثَ نفثةَ مصدورٍ ، أطفأتِ المصباحَ، وجللتِ الغرفةَ بالسوادِ..!!

                                فاعتدلَ وتململَ واضطربَ،حتى جفَّ ريقُه فشرقتْ عينيه بالدموعِ! وقالَ:

                                ما كنتُ أعلمُ أنّ نظرةً تلصقُ شغفَها

                                بأحشائي ! وأنّ كلمةً تخيطُ عشقَها بجوفي!

                                إنّ في صدري منها لأحرّ من الجمرِ !

                                آآآآآه..!

                                حبُّها وطلبها ، يتضاعفُ ولا يضعفُ !!

                                ثمّ قامَ على طولِه..!! وقالَ بوجلٍ :ولكنْ من قال أنّها من طلابِ الوصلِ،التي تريدُ كمالَ الأماني ومنتهى الأراجي؟!

                                ربما يكونُ وعدُها هذا وعيدًا وكمينا دنيئا!!

                                ربما تريدُ إذاعةَ أمري، وفضيحتي ، لتفوزَ بالعفةِ والشرفِ، والدرجةِ السريةِ عندَ الناسِ..!!

                                فأُرْعشَ وانتشرَ في أضلاعِه الخوفُ!!
                                وصرخَ: لا ...لا...لا..!!!
                                أنا لمْ أخنها بالغيبِ !
                                أنا أحبُّها بكلِّ أجزاءِ قلبي !!
                                وكنتُ وفيا لها أحجبُ نفسي عن غيرِها !!
                                أتخونني بعدَ كلِّ هذا الإخلاصِ !!!

                                فشهقَ شهقةً وسقطَ! وجعلَ يبكي...ويبكي ويبكي... حتى ارتوى ما تحتَه!!

                                فلما انساحتْ فضةُ القمرِ إلى بطنِ دارِه انتبهَ..!!
                                وتنفسَ الصعداءَ..!!فقصدَ الماءَ ، وغسلَ وجهه، ثم بدلَ أثوابَه، وتطيبَ وتبخرَ، وسرى يؤمُ دارَها، ويقصدُ بيتَها، وأجفانُه شرقةٌ، وصدرُه ملتهبٌ ،وأحشاؤه متقدةٌ!

                                وكلما دنا تضاعفَ شوقُه وألمه!

                                يقربُ الشوقُ دارا وهي نازحةٌ =من عالجَ الشوقَ لم يستبعدِ الدارَ!

                                ثم فترتْ همتُه..! فقدْ اخترقَ الوجلُ حجابَ قلبُه..!! وتمتمَ بكلماتٍ :

                                وإنْ أوجسَ أحدٌ منّا خيفةً...!! ، أو وقعَ بصرُ الشُّرطِ علينا..!!

                                إنِ استيقظَ سيدُها..!! ، أو أحدُ جيرانِها..!!

                                إنْ ارتابَ مخلوقٌ من دخولي...!! أو تنبه أهلُّ الحي لمجيئي..!!

                                إنْ صرختْ..!! أو استغاثتْ..!!

                                فأخذته الهواجسُ واسودّ وجهه وصاحَ :

                                لا ...لا...لا..!!!

                                هي ليستْ خائنةً غادرةً..!!

                                هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!!هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!!

                                هي...فجثا...هي...!! وبكى... وبكى... وبكي...!!!

                                ثم جاهدَ نفسَه! وزجرَ وساوسَه التي أسقمته وأذلته!

                                فأخذَ في سيرِه حتى وصلَ بعد أُمّةٍ، وأخذَ يلاحظُ ويراقبُ منزلَها، فخفقَ قلبُه وعاودتُه همومُه وأسقامُه وأشواقُه، وكفَّ عينيه عن البكاءِ..! وتفاءَل باللقاءِ.. وبنعيمِ النفسِ، وبقرةِ العينِ حتى سكنتْ روحه وقالَ:

                                أأعتلي حائطَها وأتسورُ جدارَها ؟!

                                أم أعالجُ البابَ وألجه؟!

                                كم أنا مأفونٌ لم أُدر الرأي في الدخولِ! ولم أوصها بتركِ البابِ مفتوحًا..!!

                                ثم عزمَ واستجمعَ أمرَه، على التسورِ والتسلقِ ثم التدلي من خلالِ نافذتِها..!!

                                فتشبثَ بالحائطِ، وأخذ بالتسورِ، حتى أطلّ على غرفتِها...!! فلما وقعَ بصرُه عليها، تحادرتْ دموعُه فبللتْ ثيابَه..!! فأخذَ حصاةً بيدِه المرتعشةِ، ورجمَ النافذةَ ، فما هي إلا دقائقٌ حتى رأى ضوءَ المصباحِ يعمُ أجوازَ الغرفةِ، وعَرفَ الطيبِ يُفغمُ خياشيمَه!

                                فرجفتْ أطرافُه، واختلتْ! وكادَ أن يسقطَ على هامتِه...!!
                                وبينا هو كذلك ! إذْ سمعَ صوتا خافتا..!! لم يتبينهُ في صدرِ الأمرِ، لكنْ علمَ أنّه تلاوةٌ نديةٌ لقائمٍ يصلي، في هذا الليلِ البهيمِ، فلمْ يحفلْ ولمْ يصغِ، لأنّه اعتادَ السماعَ في الليالي التي يخرجُ فيها للسرقةِ أو لقطعِ الطريقِ...!!

                                فلما همّ بالتدلي من نافذةِ الغرفةِ..!! تبينَ في أذنه تلاوةُ هذا القارئ، فأصغى فإذا فيها :

                                _ ....غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ

                                آمين...

                                قالَ : هذهِ سورةُ الفاتحة!!

                                _ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد / 12)

                                _ ...للهِ هذا الصوتُ ما أجملَه !!!

                                فأخذهُ جمالُ الصوتِ، وحسنُ الترتيلِ، فاستمعَ بكلِّ حواسِه،حتى وصلَ القارئ ُ إلى قولِه تعالى:

                                أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (الحديد / 16)

                                فاهتزتْ نفسُه..!! وكأنّ هذا الخطابَ وجهَ إليه..!! ودخلتْ هذهِ الآياتُ الكريماتُ حجابَ قلبِه و غلافَ تفكيرِه.!! وملأتْ نفسَه وجوانحَه...!! فكأنّه تنبَه من سِنةٍ...!!

                                فألقى الشيطانُ في قلبِه :

                                _ لا تكنْ مأفونًا ذا أذنٍ سميعةٍ..! فالعشيقةُ قدْ تهيأتْ وتجملتْ..!! ولم يبقَ إلا شفًى... فتلتقيانِ وتنسيانِ... الأنكادَ والأكدارَ...!!

                                هيّا ...هيا ...انظرْ إلى غرفتِها إنّها مضاءةٌ ... إنّها في الداخلِ...!!

                                فنظرَ...!! فتذكرَ حبّه لها وشغفَه بها، وأنّه قدْ أفنى وقتَه وصحتَه، من أجلِ أن يحظى بهذهِ اللُّبثةِ..!! وبهذهِ الساعةِ...!!

                                _ هيّا... هيا... اللهُ توابٌ رحيمٌ...هذهِ المرةُ فقط...ولنْ يضيركَ شيءٌ...اعلمْ أنّ زهدكَ لن يفيدَك وأنتَ صاحبُ لغوٍ وعبثٍ وخرافةٍ!!ولن تنقلبَ بسببِه من عاصٍ إلى عابدٍ..!!
                                إنّ الذي ستجنيه هو الفواتُ والضياعُ...!!!

                                فنازعته أهواؤه واختلّ توازنه وخالجته الحيرةُ وأتعبَ قلبه الترددُ فاُنْتُهِبَ منه الصبرُ فصرخَ:

                                _ بلى ياربُّ...! بلى ياربّ...! بلى ياربّ...!

                                فنزلَ متنقصا نفسَه الحيوانية! محتقرا عقلَه الشهواني..!!

                                فأرخى عينيه بالبكاءِ وقالَ: واااه على أيامٍ غافلاتٍ!! لم تزدني شهوتي إلا عطشًا وولعا...!! فكنتُ كمن أراد إخمادَ النارِ بالهشيمِ...!!

                                فتصعدَه الأمرُ وشقّ عليه، فسارعَ إلى البيتِ وهو يرددُ:

                                بلى ياربّ قدْ آنَ!
                                بلى ياربّ قدْ آنَ!
                                بلى ياربّ قدْ آنَ!

                                فتابَ واغتسلَ، واستقبلَ القبلةَ، وأخذَ يناجي ربّه، فانساحتْ نفسُه ، وسكنتْ بلابلُها !
                                ولما سجدَ شعرَ بجبلٍ كانَ على ظهرِه فبُسّ بسًا! كأنّه غُسلَ بالماءِ والثلجِ!

                                شعرَ بالأمانِ والراحةِ!وبالفرحِ والغبطةِ!

                                أحسّ بالشموخِ والعزةِ! وبالمجدِ والأنفةِ!

                                سجدَ فذاق النعيمَ واللذّةَ! وفرغَ قلبَه من القلقِ والكآبةِ ،وامتلأ بحبّ اللهِ ـ عزّ وجلّ..!! وحبّ رسولِه ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ وتعظيمهما...!!

                                سجدَ..!!
                                فقالَ عنه التاريخُ : الإمامُ شيخُ الإسلامِ الثقةُ المأمونُ الثبتُ الحجةُ الصدوقُ الزاهدُ العابدُ الصالحُ!

                                عدّه ابنُ تيميةَ منْ أئمةِ السلفِ ومنْ أكابرِ المشايخِ !

                                قالَ إبراهيم بن الأشعث : ما رأيتُ أحدا كان اللهُ في صدره أعظمَ من (الفضيلِ) !

                                وقالَ سفيان بن عيينه : ما رأيتُ أحدا أخوفَ من (الفضيل) وابنه علي!

                                وقالَ إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيتُ أحداً أخوف على نفسه، ولا أرجى للناسِ من (الفضيل). كانت قراءتُه حزينةً، شهيَّةً، بطيئة، مترسِّلة!

                                وقالَ ابنُ المبارك: ما بقى على ظهرِ الأرضِ عندي أفضل من (الفضيلِ)!

                                وقال الذهبي : الإمامُ القدوةُ الثبتُ شيخُ الإسلامِ (أبو علي)!

                                ـ انتهت ـ




                                يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                                احبكم في الله
                                لا إله إلا الله والحمد الله والله اكبر
                                الحمد الله على جميع نعم الله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                                تعليق

                                يعمل...
                                X